موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

نداءات الحرية.. من المسؤول عن الحروب عبر الزمن؟

"الأحزاب والتيارات السياسية المنادية بالحرية،

تعيش وتتغذى على العجز الجنسي عند أتباعها"

 

النداء لأجل الحرية هو دليل على الكبت... وهو لن يتوقف طالما يشعر الإنسان بأنه مقيّد... لا يهم اختلاف أنواع نداءات الحرية، لكنها في العمق كلها تعبّر عن شيء واحد: عدم احتمال صلابة ترتيب ورتابة الحياة ومؤسساتها الميكانيكية، التي هي على خلاف شديد مع الأحاسيس الطبيعية للحياة...

يوماً ما إذا كان سيوجد مجتمعٌ تختفي فيه كل نداءات الحرية، فعلى الإنسان أن يتغلب أخيراً على عاهاته البيولوجية والاجتماعية ويحقق حريته الأصيلة.. ولن يقدر الإنسان على خلق حضارة أصيلة قبل أن يعترف بأنه في الأصل حيوان!

 

توق الإنسان وجهوده للارتقاء، ما هي إلا التطور الطبيعي لطاقات الحياة... ويمكن فهم تلك الجهود فقط ضمن إطار قوانين التطور الحيوي وليس ضدها... إرادة الحرية والقدرة على الحرية ليست سوى الإرادة والقدرة على إدراك وتطوير واكتشاف طاقة الإنسان الحيوية (بمساعدة الآلة)... من غير المقبول أبداً الحديث عن الحرية إذا كان تطور الإنسان الحيوي مخنوقاً ومحاطاً بالخوف والرعب.


تحت تأثير السياسيين، تميل حشود الناس إلى إلقاء المسؤولية عن الحروب على أصحاب القوة والسلطة في أي زمان وعبر التاريخ:

الحرب العالمية الأولى قلنا أن المسؤولين عنها هم صانعو الأسلحة..

الحرب العالمية الثانية قلنا أن المسؤولين عنها هم الجنرالات المختلين نفسياً..

هذا هو اللوم وهو لعبة أهل النوم.. نلقي المسؤولية على الآخرين!

المسؤولية عن الحروب تقع فقط وحصرياً على أكتاف حشود الناس أنفسهم، لأن لديهم كل الوسائل اللازمة لتجنب الحرب وهي موجودة بين أيديهم.

من جهة عبر اللامبالاة، ومن جهة عبر الخمول والانصياع، ومن جهة عبر الانفعالية عندهم، هذه الحشود من الناس تجعل الكوارث ممكنة الحدوث، رغم أنهم هم أنفسهم الذين يعانون أكثر من أي شخص آخر....

 

إن التأكيد على أن الذنب ملقى على جانب الحشود، وجعلهم هم وحدهم المسؤولين،

يعني أن نهتم بهم جدّياً ونشعرهم بمسؤوليتهم....

 

من ناحية أخرى، الشفقة ومواساة حشود الناس على أنهم مجرد ضحايا،

يعني معاملتهم كأطفال دون حول أو قوة..

 

الطريق الأول هو الموقف الذي يأخذه كل محاربي الحرية الأصليين

 

والطريق الثاني هو الموقف الذي يأخذه كل عابدي المال والسلطة من السياسيين

 

Wilhelm Reich, The Mass Psychology of Fascism

أضيفت في:18-11-2011... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد