موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

2011 لحظة جديدة وسعيدة للجميع

HTML clipboard

الوقت وهم وهمّ كبير... ولا أعرف كيف تنطلي علينا هذه الخدعة..
رغم أننا احتفلنا بالسنة الجديدة ألوف المرات
وفي عدة تقاويم من الشرق والغرب...
ألم نعرف للآن أنه لا يوجد رأس ولا طرف سنة جديدة؟...
لا يوجد زمن أصلاً إلا لحظات الوعي التي تتجاوز أوهام الزمان والمكان...

الوقت والموت شيئان متشابهان ومتطابقان... أن تعيش في الوقت يعني أن تعيش في الموت وفي انتظاره.. وفي لحظة اختفاء الوقت بالنسبة لك سيختفي الموت تلقائياً...
لذلك عندما تكون صامتاً تماماً.. عندما لا تتحرك أي فكرة في رأسك، يختفي الوقت، ولا يمكنك حتى أن تفكر كم هي الساعة أو كم مضى من الوقت وأنا دون أفكار..
وفي لحظة اختفاء الوقت وتوقف الساعة في رأسك، ستدخل فجأة في عالم اللازمن عالم الأبدية السرمدية... عالم التوحيد والأحدية الكونية... لم يولد ولم يمت..


أتى أحد التلاميذ وسأل السيد المسيح: "ما هو أعظم شيء سنراه في مملكة الله؟"
وكان جواب المسيح معجزة حقاً: "لن يكون هناك المزيد من الوقت... هذا هو أهم وأعظم شيء في ملكوت الله... لا يوجد وقت... لا يوجد ماضي ولا مستقبل.. لا يوجد إلا اللحظة الحاضرة الآن"
ودعني أخبركم بأن الحاضر ليس جزءاً من الوقت أو الزمان... طبعاً في العادة في كل المدارس والجامعات والقواميس علموك وأخبروك باستمرار أن الوقت له ثلاث أزمنة: ماضي وحاضر ومستقبل... هذا خاطئ تماماً تماماً.. خاطئ طبعاً وفق علم العارفين لا الأغبياء..

الماضي والمستقبل نعم هما من الوقت، لكن الحاضر ليس جزء من الوقت... الحاضر ينتمي إلى الأبدية...
الماضي والمستقبل ينتمون إلى هذا العالم المرئي النسبي المتغير... وبين الاثنين يخترق البعد البعيد المضيء ويتجاوز الاثنين معاً، وهو الحاضر....
الآن ليست من الزمان.. بل من أبدية وخلود الكيان والأكوان..

إذا عشتَ في الزمن، فلا بد أن يحدث الموت.. ومن غير الصحيح قول أنه سيحدث، بل هو يحدث مسبقاً...
منذ لحظة ولادة الطفل وهو بدأ يموت... يستغرق الأمر سبعين أو ثمانين سنة ليموت وهذا أمر آخر، لكنه بدأ يموت... ببطء وببخل.. تدريجياً على أقساط مريحة دون فائدة.. ساعة وراء ساعة ويوماً بعد يوم.. يستمر بالموت والموت... بعدها تكتمل العملية بعد سبعين سنة.
عندما تقول أن شخصاً ما مات اليوم، لا تدع قولك يضللك، فلقد كان يموت طوال ثمانين سنة، واليوم اكتملت العملية فحسب!

إذا اختبرتَ طرق التأمل سوف تتجاوز وتترك الفكر وراءك، والفكر هو مصدر الوقت والموت كلاهما...
الفكر هو الوقت.. والفكر هو الموت...
أحد مظاهر الفكر هو الوقت، وأحد مظاهره الموت..
من خلال التأمل ومراقبة الفكر يمكنك بسهولة ترك الموت أيضاً وراءك ومتابعة الطريق الجديد العتيق...
لكن هذه عملية سلبية فحسب، عملية نفي للأشياء الميتة المرتبطة بالوقت:
أنا لستُ هذا الجسد ولا هذا الفكر... فمن أكون عندها؟
ابدأ أولاً بالأشياء غير الأساسية وارمها قطعة قطعة حتى يبقى لديك الشيء الجوهري الأبدي
وما هو هذا الجوهري؟ كيف تعرف أن الجوهرة هي فقط التي بقيت وليس الحجرة؟
عندما لا يبقى أي شيء لترميه أو تنكره.....
استمر بتفريغ منزلك وارمي كل الأثاث خارجه....


وعندما لا يبقى هناك شيء للرمي، سيحصل بوح عظيم:

ستخترق وهم الوقت والموت... وتصبح حياً مع الأحياء

سيسكن الله الخالد ويتجلى في قلبك بكل رونق وبهاء

وستعيش حياة حقيقية.. حياة الأنبياء والحكماء والأتقياء

 

أضيفت في:31-12-2010... فضيحة و نصيحة> صباح الصحوة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد