الطحينية: بسبب خبر متسرّع وإشاعة في الجرائد
حاربني الناس ورموني في الزبالة.
السيجارة:
أما أنا فالتحذير موجود على علبتي ومع ذلك يحملني المغفلون حتى في المساجد.
الطحينية: أنا لا زلت من الطيبات ولم يثبت
أن أحداً أصيب بالسرطان من أجلي، فلماذا كل هذا؟!
السيجارة:
أما أنا فمن الخبائث - ولا فخر - والدول تنفق المليارات لعلاج ما أسببه من أمراض وكثير
من زبائني قد زاروا المقابر.
الطحينية: يعتبرني الناس بوابة الأطعمة
الشهية ولذلك يضيفونني لكل لذيذ منها، ولا فطور شهيّ إلا بحضوري!
السيجارة:
أما أنا فاعتبر بوابة المخدرات فـ 99% من مدمني المخدرات تخرجوا من أجوائي!
الطحينية: طعمي لذيذ والكل يستسيغني.
السيجارة:
أما أنا فرائحتي كريهة ولا يستسيغني إلا مدمن، وحتى جلساء المدخنين لم يسلموا من شرّي.
الطحينية: يحاسبونني على تاريخ الصلاحية
وإذا اقترب رموني وأتلفوني.
السيجارة:
من أعجب العجب أنني المنتج الوحيد الذي لا يحمل تاريخ صلاحية لأني فاسد قبل صنعي وبعد
صنعي!
الطحينية: يمكن أن يستفيد مني النحل بعد
انتهاء صلاحيتي ليخرج مني عسلاً مصفى!
السيجارة:
ليس لي زبائن سوى الحمقى من بني آدم، وقد عرضت أوراق شجرتي على حمار جائع، فشمها ثم
هز رأسه وأذنيه ولسان حاله يقول: صحيح أني حمار ويضرب بي المثل في الغباء... لكن ليس
إلى هذه الدرجة.