موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الجهاز العصبي

ينقسم الجهاز العصبي للإنسان إلى قسمين تشريحين هما الجهاز العصبي المركزي
يانغ الذي يشتمل على الدماغ والنخاع الشوكي، والجهاز العصبي المحيطي ين الذي
يشتمل على جميع البنى العصبية الواقعة خارج القحف (الجمجمة) والقناة الفقارية،
كالأعصاب الشوكية القحفية والفرع الودي السوي من الجهاز العصبي المستقل.
ويقوم الجهاز المركزي بدور لوحة مفاتيح خاصة بالدفعات الآتية من المستقبلات
وتلك المتجهة نحو المستفعلات، فيضبط أنشطة الجسم كافة باستثناء تلك التي يتم
التحكم بها كيميائياً. وهو بالطبع يشكل مركز العمليات المتعلقة بالوعي.

أما الجهاز العصبي المحيطي، فيصل أعضاء وأنسجة الجسم المحيطية بالجهاز العصبي المركزي.

وتتكون الأعصاب الشوكية القحفية التي يشتمل عليها الجهاز العصبي المحيطي من 12 زوجاً من الأعصاب القحفية المتصلة بالدماغ، ومن زوج ثالث عشر من الأعصاب الشوكية متجذرة في النخاع الشوكي. أما الجهاز العصبي المستقل، فلا يعتبر قسماً تشريحياً، بل وحدة وظيفية تعنى بأنشطة الجسم غير الإرادية كخفقان القلب والتنفس والتمعج الهضمي وما إلى ذلك.

ويتكون الجهاز العصبي المستقل، هو أيضاً، من شعبتين متضادتين، هما الأعصاب اللاودية (يانغ) والأعصاب الودية السوية (ين). وتتخذ الأعصاب اللاودية موقعاً محيطياً في الجسم بحيث تبدأ في جذر الدماغ والمنطقة العجزية من النخاع الشوكي، ثم تتجه إلى الخارج عبر أربعة أزواج من الأعصاب العجزية. أما الأعصاب الودية السوية، فتتخذ موضعاً مركزياً، بحيث تبدأ في الجزء المركزي من العمود الفقري وتتجه نحو الخارج عبر الأعصاب الشوكية.

عندما يكون الجنين في رحم أمه، تكون أعصاب جسمه كافة مستقلة وتعمل بشكل آلي، ولكن الوعي يظهر تدريجياً بعد الولادة. وهذا يعني ظهور شعبة بين الوظائف المستقلة والجهاز العصبي المركزي. وتصبح هذه الشعبة أشد وضوحاً عند النضج. ونجد تقريباً في الأعضاء والأنسجة والعضلات الملساء أزواجاً من الأعصاب المستقلة يشتمل كل منها على عصب ودي سوي وآخر غير ودي يعملان بطريقة معاكسة. وبالتالي، فإن الجسم كله خاضع لجهاز عصبي متكامل ومتضاد الأجزاء.

مثال آخر على التعاون بين جزئي هذا الجهاز يكمن في عملية التبول. فعندما
ينقبض جدار المثانة بفعل تحفيز العصب اللاودي، تتمدد المصرة. أما تحفيز العصب
الودي السوي، فيجعل جدار المثانة يتمدد والمصرة تنقبض بحيث يتم احتجاز البول. وفي الواقع، يتأثر جهاز الأعصاب اللاودية بتناول ين قوي وعلى وجه الخصوص الأدوية
والعقاقير الطبية. وبصورة عامة، هذه الأخيرة تقلص من التقاطب بين هذين الفرعين مما يجعل منعكسات الجسم ووظائفه أقل حدة. ومثال على هذه المشكلة ما يحدث في الرحم. فبعد تناول العقاقير مباشرة، تعمل الأعصاب اللاودية، (التي تم تحفيزها على نحو مفرط) على أن يبقى الرحم منقبضاً، مما يسبب الإجهاض. وأحياناً يتم لحظ هذا التأثير المباشر نفسه في العينين حيث يتقلص البؤبؤين، وفي الجهاز الوعائي حيث تتمدد الأوعية الدموية. ولكن بعد متابعة استخدام الدواء، تبلى الأعصاب اللاودية وتصبح ين أكثر فأكثر مما يجعل بؤبؤ العين يتمدد والأوعية الدموية تتقلص.

فالمنبه من نوع اليانغ يؤثر على جهاز الأعصاب الودية السوية بعيث يجعل أطراف الشعر تنتصب وعضلات الجريب تتقلص ونبض القلب يتسارع وبؤبؤ العين يتسع والشعبتين تتمددان مما يزيد من سرعة التنفس. أما المنبه من نوع الين، فيؤثر في جهاز الأعصاب اللاودية مسبباً تباطؤ التنفس ونبض القلب.

وقد أظهرت الأبحاث الطبية في كندا أن المشكلة الرئيسة في المرض تتمثل
باللاتناغم في الجهاز المستقل، أو بمعنى آخر بالافتقار إلى التناسق بين جزئيه، ولوحظ أيضاً أن غياب الأعراض لا يتأتى فقط، إن كان الجهاز في حالة من التوازن والحساسية بل أيضاً إن كان خالياً من الإحساس أو في حالة من البلادة. ومن الغرابة بمكان أن هؤلاء الأطباء طبقوا نظريتهم على نحو سلبي، فقرروا وصف الكورتيزون لمعالجة بعض المشاكل بغية جعل الجهاز العصبي المستقل، وبخاصة قسم الأعصاب اللاودية، متبلداً. متناسين أن للكورتيزون آثاراً جانبية ضارة، ومنها أن استخدامه على المدى الطويل يحدث بعض التخلف لدى الشخص المريض.

أما المعالجة بالماكروبيوتك، فتتبع الجانب الإيجابي من هذه النظرية، بحيث تعمل على إعادة الإحساس والاتساق إلى الجهاز المستقل. ويمكن في الواقع إيجاز أداء الجهاز العصبي المستقل بما يلي:
عندما تؤثر الأعصاب اللاودية في أعضاء متمددة، يؤدي ذلك إلى تقلصها. أما تأثير هذه الأعصاب على أعضاء متلازنة، فيتسبب بتمددها أو اتساعها. وللأعصاب الودية السوية تأثير متمم ومعاكس حيث أنها تكبح الأعضاء الغائرة وتحفز الأعضاء المتلازنة. ويمكن تجسيد المبدأ الرئيس لهذه التأثيرات في ما يلي:



















 


لاودي
(يانغ)


ودي (ين)


ين (أعضاء غائرة)


يانغ - تقلص


ين - تمدد


يانغ (أعضاء متلازنة)


ين - تمدد


يانغ - تقلص



ويمكن في الواقع تطبيق هذا المبدأ على مختلف الحالات.

أضيفت في:13-6-2006... الغذاء و الشفاء> الجهاز العصبي
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد