موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الحقيقة الحقيقية هي فقط التي تختبر أنها حقيقية.. جزء2

 

المفتاح الثاني: محبّة الآخرين

نتابع التحليق معاً على أجنحة الحب... السر الأول الذي تكلمنا عنه هو محبة النفس... الثاني هو محبة الآخرين.

لن تكون ناجحاً في مسيرتك ضمن الحب الذي يوصلك إلى الله، ما لم يكن عندك حب غير محدود ومحبة للخير ولطافة متدفقة تفيض وكثير من الرحمة تجاه كل الكائنات الحية.

أوصانا النبي الحبيب محمد بإكرام الجيران حتى سابع جار.. "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم جاره"... كما أوصانا المسيح الحبيب أيضاً: "بينما تذهب إلى الكنيسة للصلاة اليومية تركع وترفع يديك إلى الله في السماء، إذا تذكرتَ أن جارك غاضب منك، اذهب أولاً إليه وأحبه... اترك الله هنا واذهب إلى جارك، أحبه واطلب السماح منه... صالحه وأرجع السلام بينكما.. فكيف يمكن للذي لم يقدر بعد على صنع السلام مع الناس، أن ينجح بصنع السلام مع نفسه ومع الله؟"

بالتأكيد، الشخص الذي يرفض أن يحب على المستوى البشري، لا يمكن أن نتوقع منه رفع صلاةٍ خاشعة تصل إلى مستوى الله...

 

كان هناك حكيم يعيش في القرية... جاء إليه أحد الباحثين وأخبره عن رغبته في معرفة وإدراك الله... وسأل الحكيم ماذا يجب أن يفعل.

نظر إليه الحكيم من رأسه حتى قدميه، وربما أدرك ماذا يوجد داخله وقال: "يا بني.. اسمح لي أن أسألك: هل أحببتَ أحداً ما؟ أجبني ثم يمكن أن أخبرك أكثر".

قال الباحث، معتقداً أن الحب هو شيء غير مناسب ولا مؤهل للباحثين عن الله، أنه لم يحب أي أحد وأن هدفه الوحيد في الحياة هو إدراك الله... عندها قال الحكيم: "فكّر جيداً يا بني... ابحث في قلبك.. ألا تحب زوجتك، أطفالك، عائلتك أو أصدقائك؟" رفض الباحث بشدة وقال: "لا... لا أحب أي أحد.. أنا أريد فقط إدراك الله"

بقي الحكيم صامتاً بينما نزلت الدموع من عينيه... تفاجأ الباحث وسأله: "لماذا تبكي يا والدي؟! لماذا لا تتكلم؟"... قال الحكيم: "آه يا بني.. لو أنك فقط أحببتَ أحداً ما، لكان بمقدوري تحويل ذلك الحب إلى حب لله... لكن الحب الذي يقود لله ميتٌ فيك... الحب الذي هو طريق مباشر إلى الجنة ميتٌ فيك".

باسم الدين، علّمك ألوف الناس ألا تحب أحداً!! تعاليمهم كلها تدور حول الأنا والغرور، ولا يمكنها إيصالك إلى الله، لأن الحب هو أقرب طاقة للخالق وللخلق الحي.

 

الحب.. ليس قيداً:

لماذا على المرء أن يخاف من الحب؟ ربما لأنه قد يقيّدنا؟ لكن الحب يقيد فقط عندما لا نكون قادرين على إشعاع المزيد والمزيد من الحب.

أي أن عدم كفاية الحب هو فقط الذي يقيدنا وليس الحب ذاته.... فقط الحب الناقص غير الممتلئ وغير الصادق يصبح قيداً... فقط الحب الذابل المنكمش يقيّد المحبّ.

الحب المفعم الطافح المتمدد يكسر كل الحواجز ويبدأ يتدفق... لا يعرف أي حدود تعيق نموّه فيملأ الكون والوجود... لذلك أقول، زِد وضاعف محبتك.. وسّع محيط نشاطها وانتشارها، لا تضع قيوداً عليها ولا شروطاً لعملها.. دعها تتوسع بثبات، دعها تذهب أبعد من الشخص الذي سكبت نفسها عليه، دعها لا تتوقف في أي مكان ولا تتوقف عن الجريان.

الخوف من أن يعلق الحب خلال طريقه، يجعل مَن يدّعون التدين والروحانية يحذرون ويخافون من الحب... لكن، إذا توقف حبّي في المنتصف فهذا خطئي أنا وليس خطأ الحب.

لذلك، ليس هناك عذر صالح يبرر عدائي له... أخطاء الحب وعيوبه هي عيوب المُحب.. إذا كان المُحب خشناً وضيق الفكر، حتماً سيكون الحب جامداً هامداً... إذا كان المرء يُعاديه لهذا السبب لوحده، فهو يصير أكثر بخلاً وأضيق فكراً... القوة الضئيلة والاتساع الصغير الذي يمتلكه المرء، يتم فقدانه بسبب ضيق فكر قادة ورجال الأديان.

من ناحية أولى، علينا زيادة حبنا وأن ندع أنفسنا تغرق فيه.. ومن ناحية ثانية، لننتبه أن المرء الذي يفقد الحب لا يستطيع حفظ وإنقاذ شيء إلا الأنا.

لذلك أقول لك مدّد وانشر محبتك... عندما نرمي حجراً في البحيرة سيغرق بالطبع، لكن الأمواج الدائرية تنشأ وتكبر وتمتد حتى تصل إلى أبعد حافة للبحيرة.. بنفس الطريقة، عندما يتم توليد الحب، دعه ينتج أمواجاً من ترددات خافقة مثل أمواج المحيط، إلى أن يصل للشاطئ الأسمى من حضور الله اللطيف.. مثل هذا الحب ليس إلا صلاةً كونية خاشعة وساطعة.

لن أقول لك أبداً اكره والديك أو زوجتك وأطفالك أو أي أحد..

في الواقع، عليك محبتهم كثيراً لدرجةٍ لا يقدرون على استيعابها داخل أنفسهم، عليهم استقبال وفرة فائضة جداً... دع حبك ينتشر في كل مكان ويغمر كل شيء بحيث لا شيء يقدر على استيعابه.. دع هدفك يكون توليد كثير من الحب داخلك بحيث لا أحد سوى الله يقدر على تدبيره.

فقط اللامحدود يستطيع تحمل اللامحدود.. لا يمكن لوعاء محدد أن يستوعب التدفق اللانهائي... الحب اللامحدود سيطوف عنه ويتابع تدفقه... دون شك سيحصل على حصته لكن أكثر بكثير من توقعاته وقدرة استيعابه.

هذا بالنسبة لك لا يمكن أبداً أن يكون عائقاً: الحب يصبح عائقاً عندما يتوقف في مكان ما على الطريق.. الحب العالق المتباطئ ليس حباً حقيقياً، إنه شهوة وتعلق من الحواس.

 

الحب المتوسع المتمدد أبداً، ليس إلا صلاةً كونية هائلة...

لا تنسَ أن الحب الذي يقف في منتصف الطريق يصير وهماً وشهوة وعبودية، بينما الحب الذي يتابع طريقه مثل أمواج المحيط ليس أقل من الصلاة ولا أقل من الله ذاته، ليس أقل من جمال الخلاص المطلق.

إذا تابع الحب طريقه دون توقف، سيجعلنا أحراراً...

لا تسمح له بأي وقفة إلى أن يدخل آخر إنسان إلى محيطه ويتحقق الاتصال مع الروح الأسمى..

دعني أكرر لكي أشدد على النقطة: أدعوك أولاً لمحبة النفس، وأدعوك لمحبة الآخرين... لا تعتبر الحب شيئاً شرير أو غير مقدس أبداً.. انتبه ألا يقف منتصف الطريق... توقفه هو الشيء غير المقدس وليس الحب.. أولئك الذين يعتبرون الحب غير مقدس وينظرون إليه نظرةً ضيقة، لا يحاولون حتى فهم أن هذا الحب المقيّد ليس إلا الحب الجامد... كلما كان مقيداً أكثر كان رثاً منحطاً أكثر.

الشخص الذي يحجب حبه عن الآخرين يصبح متمركزاً حول الأنا.. يتوقف عند الأنا.. هذا أنا.. أنا فلان.. وهذا ملكي... أبعد نقطتين في كل الكون والوجود هما الأنا والروح الأسمى.

التوقف عن التطور أو حتى الاستراحة عند نقطة الأنا تقود إلى جهنم..

لا يوجد نهاية لألم ومعاناة الأناني لأن كل أبواب السعادة مغلقة أمامه.. الحب فقط يمكن أن يفتحها.. الشخص المركّز على الأنا يجد كل أبواب الجمال والتناغم مغلقة.. الحب فقط يفتحها.. الحب هو المفتاح السري الغامض إلى مسكن الحقيقة والخير والجمال.. كل ما هو كامل وجميل وتام في الحياة يمكن فتح كنوزه عبر هذا المفتاح المدهش... بينما الغرور يغلقها.

ومع ذلك، يقوم الغرور بفتح باب آخر وحيد يوصل إلى الجحيم..

تذكر، لا يوجد مفاتيح إلا هذين المفتاحين، ولا أحد يستطيع امتلاك المفتاحين سوية.. مفتاح واحد فقط في وقت واحد... الذي يرغب بفقدان مفتاح منهما يحصل على الآخر.. مفتاح الحب لا يفتح قلوب الناس فحسب، بل قلب كل شيء تحت شمس الحياة سواء كان صخرة أم نبات أم حيوان أم الروح الأسمى ذاتها.

 

عالمُ النبات الشهير Luther Burbank انتشر صيته عبر العالم بسبب حادثة سببها حبه الكبير للملكة النباتية.. لقد كان قادراً على جعل النباتات تتصرف وفقاً لطلباته.. قام مرةً بالكلام مع شجيرات شائكة قائلاً: "يا أصدقائي، لستِ بحاجة لأن تخافي من أي أحد.. هذه الأشواك غير ضرورية لحماية نفسك.. أليس حبي الغامر كافياً لحمايتك؟"... في النهاية، أصغت تلك الشجيرات الصحراوية الشائكة لكلامه، وكعلامةٍ عن حبها له، أنتجت نوعاً جديداً من النباتات خالية تماماً من الأشواك.

عندما يسأله الناس: "كيف قمتَ بتحقيق هذه المهمة المستحيلة؟" كان يجيب فوراً: "بسبب الحب"...

أود أن أقول لكم أنه حتى المستحيل يصبح ممكناً عبر الحب... لا يمكن تخيل وإدراك شيء مستحيل أعظم من الله، لكنه أيضاً قابل للتحقيق عبر الحب.

 

الحب.. ليس استحالة أبداً:

إنه بسيط جداً، موجود في كل شخص.. يجب تطويره وتوسيعه..

رغم أن بذوره منثورة في كل شخص، لكن المحظوظ فقط هو الذي يعيش ليستمتع بأزهار الحب.. لماذا؟ لأننا لا نسمح أبداً لبذور الحب بأن تتبرعم وتنمو..

نسعى وراء الحب ونريده لكننا لا نُظهره.. لكن الحب ينمو عندما يُقدّم لا عندما نحصل عليه، تذكّر أن الحب عرضٌ غير مشروط.. الشخص القادر على إعطاء مثل هذا الحب يحصل عليه كثيراً بالفعل... وفوق ذلك، عندما يُقدّم الحب مجاناً فهذا يصنع القدرة على استقباله أيضاً.. يؤهل المُستقبل على استقباله.. كمية الحب المُقدمة تتساوى مع كمية الحب المستقبلة... فقط بهذه الطريقة يتم تحقيق أعماق أكبر، ويتم بالتدريج تحويل كل أنفاس الحياة فينا إلى حب.

بداية كمال الحب، يجب دوماً البحث عنها في الاستعداد للعطاء وليس في التوق للتطلب.. التطلب الملحّ لن يسمح للإنسان بالبدء في الحب.. حال الحب هي حالُ الملك لا حال الشحاذ... أولئك الذين يتطلبوه لن يحصلوا عليه أبداً، وهذا الفشل المُثبط كثيراً لهم، يجعلهم بالتدريج غير قادرين أيضاً على تقديمه... ومع زيادة الفشل تزيد صعوبة إصلاحه أيضاً.

رجاء تذكر أن الحب يفترض ضمنياً التقديم دون أي رغبة بالحصول أو الاسترداد أو التطلب... دعونا نحرره من توقّع الحصول على شيء ما بالمقابل.. يستحيل أن يكون هناك معاملات تجارية في شؤون الحب.

المتعة في الحب والسعادة والامتلاء تكمُن في العطاء وليس في ضمان استرداد أي شيء... العطاء والاستغناء يُعطي سعادةً واكتفاءً كثيراً لدرجة أنه حتى موضوع الحصول على شيء بالمقابل لا يظهر أبداً... لذلك، الشخص الذي يُعطي الحب سيكون ممتناً للأبد من الشخص الذي يقبل حبه... فقط في فِعل إعطاء الحب بوفرة كهديةٍ شاملة غير محدودة، يكمُن تحويل أنفاسنا وتطويرها إلى أجنحة تحملنا إلى الله......

يا أصدقائي، دعونا نفرد أجنحة الحب ونحلّق في سماء الروح الأسمى الشاسعة.. عندما تفتح أجنحة الحب عندنا تماماً، يختفي وعينا للأشياء التي تنتمي لنا وللأشياء التي تنتمي للآخرين، ما هو لي وما هو لك، وما يبقى هو الوعي، لا بل الله ذاته..

فقط في غياب الحب يكون عند الشخص حاجةٌ لأن يكون في أرض الغرور القاحلة المليئة بشجيرات شائكة من الكراهية والعنف والغضب... أين هي الحاجة للبقاء في تلك الأرض الصخرية عندما تنمو أجنحة الحب؟ عندها تصير رحلة الطيران في أكوان من الجمال الفاتن اللامحدود سهلة جداً.. لذلك دعونا نمتلئ بالحب.. حب غير مشروط تجاه الكل.

واقفاً أو جالساً، سائراً أو نائماً، ابقَ مغموراً بالحب، الحب الذي هو نَفَس وجودنا، الذي تسير أمواجه وتنبع دوماً في قلوبنا... لقد وصلتَ الآن إلى أرض المعبد المقدس.. ذهابك للمعابد العادية ليس ضرورياً، تلك المعابد المليئة بالأصنام الحجرية والفكرية ليس فيها شيء من الكمال أو الحقيقة... فهل نُفاجأ إذا كانت قلوب مَن يزورون تلك المعابد الحجرية كثيراً تصبح قاسية صلبة؟ بالتأكيد، لا يدور أي حديث عن الحب المقدس في هذه المعابد، بل كل ما يدور فيها هو الكراهية فقط... الكراهية والعنف فيها تتنكر بثياب براقة من الحب المزيف.

لا يوجد أي معبد يستحق الزيارة والتقديس إلا معبد الحب، إنه معبد الله الحقيقي في كل مكان... أخاف أن كل تلك المعابد الأخرى تم بناؤها وتصميمها عمداً لمنع الناس من الوصول إلى معبد الحب.. ولا بد أن الشيطان كان وراء بنائها!

 

الحب ذاته هو معبد وهو كتاب مقدس...

الشخص الذي لم يتعلم فن الحب سيكون جاهلاً بكل شيء...

لا معرفة ولا شعور ولا اختبار أعلى من الحب...

عيون الحب تقرأ ما كُتب على أوراق الشجر وما نُقش على الصخور واختفى في أمواج البحر الحكيم... كلمات وآيات الله في الآفاق وفي كل الأشياء.

فما هي الفائدة الحقيقية من أعمال البشر؟ ماذا يمكن أن نربح من كلمات البشر العاديين الفانيين؟ إلى أين ستقودنا؟

بالفعل، كلمات الإنسان لا يمكنها أخذنا أعلى وأبعد من الإنسان..

حتى نكون قادرين على تجاوز الإنسان، علينا تركه خلفنا.. في الواقع، كل كلمات الإنسان، كتبه الدينية ومبادئه هي عراقيل في الطريق إلى الله.

علينا أن نقرأ ونتعلم ونفهم ما هو الله حتى نصل إلى الله....

وذلك يمكن قراءته في الحب.

علينا تعلّم لغات البشر حتى نقرأ ما كتب الإنسان وما اخترع من كتب مقدسة... بنفس الطريقة، علينا تعلم لغة الله حتى نقرأ كتاب الله... ولغته هي الحب.

تعلّم فن الحب.. وهو ضروري جداً إذا أردتَ الوصول إلى الله.

كلّ خلق الخالق موجود حولك.. تذكر أن تلمح حقيقته دوماً، بحيث لا تقوم عيناك بخذلانك.. لكن في غياب الحب لا يمكن رؤيته ولا معرفته.

المعجزة الهائلة تبدأ بالحدوث عندما تبدأ عيون الحب بالمسح والقراءة.. كل ما كان منظوراً يختفي، وكل ما فاتنا ملاحظته يصبح مرئياً.. فلا يبقى شيء إلا المقدس.

أؤكد لك: حيثما يخسر المثقف، يربح المُحب... وما يفتقده التعليم، يضيء عليه الحب.. في حالة المثقف الذي يعرف ولو قليلاً عن لغة الحب، الوضع يختلف.

الدخول إلى أعماق الحياة مستحيلٌ دون حب.

المعرفة المجردة تفقد نفسها في تجوالها حول الحدود، ومن الخطأ قول أن المعرفة أو التكنولوجيا تزيل المسافات.. فقط عبر الحب يمكن اختفاء المسافات.. المعرفة لا تذهب أعمق من الجسد المادي، لكن الحب لا يتوقف قبل وصوله إلى الروح... لذلك، كل المعرفة المُطلَّقة من الحب هي زائفة وغير كاملة: المعرفة المحتواة في الحب هي المعرفة الحقيقية الوحيدة.

 

ما هي أهمية الحب؟ كيف يتم إدراكه؟ هل على المرء تكرار كلمة "حب" كما يقوم بعض المتحمسين بتكرار أسماء الله؟ هل يساعدنا الصراخ المتكرر العالي لكلمة حب على إدراكه؟

بالتأكيد لا.. مجرد تكرار الأسماء لا يحقق شيئاً... الحب يجب أن يُعاش، يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من كياننا بالذات.. الحياة سيكون لها غاية ومعنى عندما تكون حيوية الحب موجودة فيها.. دع طاقة الحب تكون يقظة ونابضة في النفس.. لا تدع أي فرصة للحب المخلص المتوهج تجدها نائمة هناك... لا تدع أي تحدّي يتطلب الحب يهرب منك دون تجاوب.

أمام كل نداء وكل تحدي، دع حبك يعطي جواباً مناسباً.. وحتى عندما لا يكون هناك تحدي من أي أحد، دع الحب يستمر بالتدفق مثل نور يسطع من المصباح أو مثل شذى عطر يفوح من وردة جورية.. يجب أن يكون هناك تيار هادئ ومستمر من الحب حاضر داخلك.. عندما نحافظ على تحرك الحرارة دوماً بواسطة تيارات الحب، فكل العراقيل أمامها تبقى بعيدة.. مثلما نجد جدول الماء من الجبل يذيب أقسى أنواع الصخور في طريق جريانه عبر التدفق المستمر... هل يمكن لأحدٍ إنكار وجود صخور معرقلة ضخمة في طريق الحب؟ هناك دون شك صخور قاسية، لكن قوة الحب غير محدودة... دعونا نجعل هذه الطاقة غير المحدودة تعمل بفاعلية وتبقى نشطة دوماً.. أعمالها بطيئة جداً وصامتة، لكن في نشاطها الهادئ هذا، يتم حتّ صخور ضخمة وتحويلها إلى ذرات من الرمل.

الضجة والاهتياج الكبير دليل على الضعف.. الطاقات القوية تعمل بصمت.. آه كم أفعال الله المبدعة ساكنةٌ وصامتة وخالية من الاهتياج!

 

أصدقائي، دعونا نعطي الحب فرصةً لكي يغيّرنا من أعماق جذورنا.. دواء الحب يستطيع زرع حياة جديدة داخلك لا تذبل أبداً.. لذلك السبب وحده، نجد الحب خالياً من الخوف حتى في حضور الموت، لأن الحب لا يعرف الموت.

 

الحب يتحدى الموت:

لماذا أكل النبي الطعام المسموم رغم أنه عرف ذلك ومنع أصحابه من الأكل معه؟ لماذا قال الإمام علي لقاتله أهلاً بقاتلي، أطعموه طعامي وألبسوه ثيابي؟

سنة 1857 عندما ثار الهنود ضد المستعمر البريطاني، أمر الحاكم الأجنبي بقتل حكيم صامت برميه بالرمح حتى الموت.. كان حكيماً صامتاً لم يقل ولا كلمة طوال سنين... فظنه الحاكم جاسوساً ومحرضاً للثوار.. ذلك الحكيم الصامت أبداً، ضحك وقال للرجل الذي رماه: أنت أيضاً الروح الأسمى.. حتى في لحظة الموت قام بعناق قاتله بينما برقت عيناه بالحب والصلاة والخشوع... وكذلك حال الحلاج.. لا شك أنه قد طهر نفسه من الثرثرة والأنانية وملأها بالحب الصافي، وإلا فكيف نبع منه الحب عندما أصابه الرمح؟ خلال كل تلك السنوات، بينما بدا قلبه صامتاً، كان يمتلئ بالحب فحسب، فأصبح نافورة حقيقية من الحب، وجعله غير قادر على رؤية العدو حتى في قاتله... لقد رأى فقط الحبيب فيه.

الحب قد حوّل عدواً إلى صديق ودود، وحوّل الموت إلى خلاص...

الحب يحول العتمة إلى بريق، والسم إلى رحيق.. فهل هناك معجزة أروع من الحب؟ هل هناك سحر أكثر من سحر الحب؟ الحب يستطيع تحويل كل شيء لأنه يحوّل رؤيتنا، والرؤية هي قوة مبدعة.. الشيء الذي نراه هو عالمنا، والعالم هو ما تصنعه عيوننا منه... إذا كان هناك حب في الرؤية، سيكون هناك حب حولنا في كل مكان.. إذا لم يكن هناك حب في الرؤية، فليس هناك إله، وفوق ذلك، لا يوجد حتى حبيب، بل هناك فقط أعداء أينما نظرنا.

 

في الصباح الباكر، دخل أحد المسافرين إلى قرية.. وجد رجلاً عجوزاً جالساً على طرف القرية فسأله: "يا عم.. ما هو نوع الناس الساكنين في هذه القرية؟ لقد هاجرتُ من قريتي وأرغب بالسكن هنا".

نظر العجوز جيداً إلى الغريب ثم قال: "هل يمكن أن أسألك ما هو نوع الناس في تلك القرية التي هجرتها؟"

عندما سمع المسافر ذلك، احمرّت عيناه من الغضب وقال: "مجرّد تذكر أولئك الناس يملؤني بالغضب.. رجاء لا تذكر أولئك الحقراء أمامي، فبسببهم كان عليّ هجر القرية... لا يمكنك إيجاد أشخاص أشرار مثلهم في كل الدنيا".

قال العجوز: "أنا آسف يا بني.. فالناس في هذه القرية ليسوا أفضل من أولئك الناس.. لن تجد هنا إلا الأشرار أيضاً.. من الأفضل لك الذهاب لإيجاد قرية أخرى".

بعد رحيل المسافر بقليل، دخل مسافر آخر إلى القرية وسأل العجوز نفس السؤال: "يا عم.. ما هو نوع الناس في هذه القرية؟ لقد اضطررتُ لهجر قريتي وأريد البقاء هنا"... قال العجوز: "قبل إجابة سؤالك، هل يمكن أن أسألك ما هو نوع الناس في القرية التي هجرتها؟"

قال المسافر الثاني: "رغم أنني لم أرَ أشخاصاً رائعين مثلهم في أي مكان آخر، لكن بعض الظروف أجبرتني على ترك تلك القرية".. ومع قوله لذلك، نزلت دموع من المحبة والذكريات الجميلة...  فقال العجوز بسرعة: "أهلا وسهلاً بك في هذه القرية يا بني.. سوف تجد أن الناس هنا طيبون وأفضل حتى من أصدقائك السابقين.. هناك الكثير من الناس الصالحين هنا".. توقف العجوز قليلاً ثم أكمل: "إلى أي قرية تذهب، ستلاقي استقبالاً قلبياً دافئاً.. وفي كل قرية ستجد أناساً لطيفين طيبين.. العالم هو ما تصنعه عيناك منه!"

 

العالم ليس إلا الأشياء التي تراها أنت.. إذا كانت رؤيتك مليئة بالحب، لن يأتي إلا قلوب مليئة بالحب إلى مجال نظرك... وهكذا، إذا رأيتَ العالم كله يخفق بالحب، فاعلم أن تلك هي ساعة الإدراك وتحقيق الحق، إدراك المقدس في كل مكان...

الوصول إلى جنة وملكوت الله لا تعني أن نبياً أو مسيحاً سيكون بانتظارك شخصياً هناك جالساً على أحد كراسي الحكم.. الوصول إلى الحضور المقدس أو الروح الأسمى لا يعني أن هناك عجوزاً ذي لحية بيضاء يتحكم بالكون وسيلاقيك هناك... معرفة الله والوصول إليه تعني تحقيق ذلك الاختبار حيث يتوقف كامل الكون عن الظهور كشيء مجسم، ويظهر بهيئة نور وحضور الروح الأسمى ذاتها... تختفي الأشياء وتبقى الطاقة والأنوار فقط... إنه يعني تحقيق الحقيقة والجمال والأبدية.. الله ليس شخصاً بل اختبار.. إنه محيطٌ لا محدود من الغبطة والنشوة.. قبل الغوص والاندماج في ذلك المحيط، لا بد من توليد إدراك أوّلي عن ذلك المحيط داخلنا.

 

المفتاح الثالث: محبّة الله

تحدثنا حتى الآن عن أول مفتاحين يوصلانك إلى المحيط خطوة خطوة.. المفتاح الأول هو محبة النفس، والمفتاح الثاني هو محبة الآخرين... دعونا ننتقل الآن إلى المفتاح الثالث وهو محبة الله، التي تبوح لنا بضرورة تجاوز أول مفتاحين.

المفتاح الثاني هو خطوة بعد الأول، والثالث هو خطوة أبعد من الاثنين معاً.

المفتاح الأول يتضمن الاعتراف بـ"أنا أكون"، رغم أنها ليست حقيقة لكنها واقع.. وبالنسبة للجاهل، هي حقيقة أهم من أي شيء آخر.

قد تكون وسيلة ليقظتك، لكن ليس لتحليقك أبداً.. أولئك الذين يهربون منها سيجدونها عند أسفل أقدامهم دائماً.. هل تستطيع الهرب فعلاً من خيالك؟ بالتأكيد لا... كلما حاولتَ الهرب منه كلما لاحقك بسرعة أكبر... لذلك، اقبل واقع أنه "أنا أكون" واشغل نفسك بالتماس الحب أكثر... عندما ينمو الحب تتضاءل الأنا وتسقط.

إذا قام الشخص الذي قبِلَ وجود الخيال بالتماس النور، فمن الطبيعي والحتمي أن يتحرر من كل أنواع الخيالات.. علاقة الأنا بالحب تشبه تماماً علاقة الخيال بالنور.. الظلام الحالك المنيع للأنا يختفي مع وصول نور الحب الساطع...

قبول الـ"أنا" يسمح بظهور "هو، الآخر".. باعتبار أنا موجود فالآخرون موجودون.. لكن في نور الحب، وعي "الأنا" إضافة لوعي "الآخرين" يختفي ولا يبق إلا الحب في النهاية.

لا أنا ولا أنت ولا آخر.. الحب فقط.. مثل هذه الحالة من الحب يمكن تسميتها محبة الله، وهي بالفعل غير موجهة إلى أي أحد بالتحديد، ولا نابعة من شخص محدد.. هي ببساطة كما هي.. حضور ونور.. هذا الحب البسيط النقي أدعوه محبة لله.

 

ما هي نتائج تطبيق محبة الله؟ إنها تعني إيقاف الوهم المستمر بأنني أنا شيء ما.. أنا ما أنا عليه.. هذا غير صحيح وغير حقيقي بالكامل.. أنت فعلاً لا شيء!! لا تملك أي وجود فردي.. تأمل في ظاهرة التنفس.. يتم سحب النفَس إلى داخل جسمي وإخراجه.. إذا اعتقدتُ أنني أنا أتنفس فأنا مخطئ.. لأن الهواء الخارج إذا لم يرجع، كيف يمكنني أن آخذ نفساً؟

إذا اعتقدتُ أنني أنا أعيش فأنا مخطئ.. لأنه يوم خروج الحياة مني لن يكون بمقدوري البقاء حتى للحظة بعد ذلك.

إذا اعتقدتُ أنني أُولَد، وإذا اعتقدت أنني أموت فأنا أيضاً مخطئ.. لم أولد ولن أموت.. النفَس ليس ملكي وليس عندي أي تحكم به.. لا الحياة ولا الموت ملكي.. هناك مسرحية غامضة يتم حدوثها داخلي.. هناك أحد ما يدعم ذلك داخلي.. أحدٌ ما يتكلم ويكتب من خلالي الآن.. أحدٌ ما يعبُر من خلالي.. أحدهم يولد داخلي وسيموت داخلي.. أنا مجرد ساحة ملعب حيث تأتي الأشكال وتذهب... أنا مجرد ناي فارغ يعزف عليها أحد ما.. ناي في يد الله....

الشخص الذي يدرك هذا يفهم جيداً.. الشخص الذي اجتاز أول مرحلتين بمساعدة أول مفتاحين أو درجتين من السلم، يستطيع فهم هذا بسهولة ومعرفة أنه لا يوجد شيء اسمه فردية في هذا العالم.

مهما كان يوجد فهو يوجد سوية.. مترابطاً.. جماعياً.. لا شيء يوجد معزولاً.. هذا النفَس الذي أعتبره لي، قد كان سلفاً نفَس ملايين الناس.. وهذا الهواء الذي أزفره الآن سيشكل نفس ملايين الناس التي ستولد لاحقاً.

ملايين الخلايا التي تشكل جسدي المادي، قد كانت جزءاً لا يتجزأ من أجساد الملايين، فكيف يمكن أن أعتبرها ملكي؟ أيضاً عندما أترك هذا الجسد، هذه الخلايا قد تشكل أجساد ملايين الناس والكائنات القادمة.. وحتى قبل أن أترك جسدي، فهو يتغير كل دقيقة حيث تموت الخلايا القديمة وتولد الجديدة.. القديمة تذهب للناس والجديدة تأتي من الناس.. هذا الجسد الذي أدعوه جسدي قد انتمى سلفاً إلى آلاف الناس وملايين الحيوانات وبلايين الكائنات الحية الأخرى.. ومِن بعدي سيشكل عدداً غير محدود من الأجساد.. كيف يمكن أن يكون لي؟

حتى الفكر ليس معزولاً وليس لي.. الأجزاء المكونة للفكر أيضاً تأتي وتذهب مثل أجزاء الجسد.. لا يوجد أي شيء لي.. هذا الموقف هو المرحلة الأولية من محبة الله.. عندما ندرك فعلاً أننا لا نمتلك شيئاً وعندما يتعمق هذا الموقف، سنشعر بأنفسنا غير موجودين نظراً لأننا لا نمتلك شيئاً.

طالما بقيت فكرة "أنا أملك شيئاً ما" سيبقى وهم أنني موجود، وسأبدأ أرغب بالاعتراف من الغير وقياس عظمتي بمقدار ضخامة منزلي وفخامة ملابسي... سأقيس عظمتي حسب مرتبة وظيفتي وقوة سلطتي وحدود مملكتي.. لماذا؟

لأن الأنا صفة تزداد بالتناسب مع زيادة الممتلكات.. الأنا تتطور مع تطور الكسب والربح المادي والمعنوي.. حدود الأنا وحدود الملكية متطابقة.. لذلك، إذا تم إزالة وهم التملك، ستختفي أسس الأنا.. إذا لم أكن أملك شيئاً، فأين يمكن أنا أن أكون؟

هنا قد يسأل البعض: "هل علينا إذن ترك كل شيء والهرب من أجل مسح هذا الوهم من الأنا؟"... القضية ليست التخلي أو عدم التخلي عن أملاكك.. النقطة المقصودة هي موقف "التملك" تجاه تلك الأشياء.. حتى لو رميتَ الأشياء بعيداً، قد يبقى عندك موقف التملك.. لذلك، مَن يُدعون زاهدين ومتقشفين يحتفظون بتسجيل دقيق لكل ما تخلّوا عنه، ويقيسون عظمتهم وعظمة زهدهم حسب قيمة وكمية الأشياء التي تخلوا عنها.

مرةً قال لي شخص قديس: "لقد استغنيت عن الملايين ووهبتُ منزلاً كبيرا إلى دار الأيتام"... سألته: "ومتى استغنيتَ عن كل ذلك؟".. قال: "منذ حوالي ثلاثين سنة".

عندما سمعتُ ذلك لم أتأثر أبداً وقلت له: "يبدو يا أخي أن استغناءك لم يحقق الكثير لك، وإلا لكانت تلك الملايين قد نُسيت تماماً خلال ثلاثين سنة".

لذلك، الموضوع ليس الاستغناء بل الإدراك والفهم.. في غياب الإدراك، حتى الاستغناء قد يغذي الغرور فتنتفخ الأنا.

افتراض أن الأشياء لي هو خاطئ، وليس افتراض أن الأشياء موجودة.

هناك مرحلتان من الموقف التائه الخاطئ: الأول هو موقف الشخص المادي الراكض وراء المتعة الذي يقول: "هذه الأشياء لي وسأستمتع بها"... والثاني هو موقف الشخص الزاهد الذي يقول: "هذه الأشياء لي وسأستغني عنها"... لاحظ أن كلاهما يقول هذه الأشياء لي.

المعرفة الحقيقية تبوح بواقع ثالث يقول: "كل ما هو موجود هو ملك لله، ليس لي وليس لك.. حتى نحن أنفسنا لا نمتلك أنفسنا.. وأنا غير موجود لذلك الأنا هي وهم.. كل شيء يحدث تلقائياً وأنا فقط جزء من تلك العملية".

إذا تم الحفاظ على هذا الموقف، تصير الحياة سهلة وطبيعية ومتاحة مثل الماء والهواء.. حياة مثل هذه هي حياة القداسة.. حياة الحب.. محبة الله تعني الاستغناء عن الغرور.

قال أحد الحكماء: "لا الطيور تعمل، ولا الأفعى تبحث عن وظيفة لها، ومع ذلك يرزقهم الله جميعاً"... بعض الناس أساؤوا فهم كلامه واعتقدوا أنه يريدنا ألا نعمل شيئاً.. لكن هذا خاطئ، حتى الطيور تعمل من الصباح وحتى المساء تبحث في الحقول وتبني أعشاشها.. ما قصده الحكيم هو أن الطيور ليس عندها وعي للنفس.. إذا كان على فكرة الأنا أن تختفي، فيجب أن تختفي الرغبة بالتملك.. موقف أن هذه الأشياء لي يجب أن يختفي.. هكذا تتطور محبة الله.. وعندما يكتمل تطورها ويتم توليد شعور "أنا غير موجود"، ستحدث الثورة الداخلية التي نتكلم عنها.

 

أتى العاشق وطرق باب المعشوق فسمع سؤالاً من الداخل: "من أنت؟".. فقال: "أنا حبيبك وعاشقك".. لكن ساد الصمت...

طرق مجدداً وقال: "رجاء أجبني.." ..بعد صمت طويل أجاب: "ارجع من حيث أتيت.. هذا البيت ضيق لا يتسع لاثنين".. فرجع العاشق.

تعاقبت الفصول والمواسم ومضت السنين... ثم عاد العاشق مجدداً وطرق الباب، فسمع نفس السؤال: "من أنت؟".. فأجاب: "أنت نفسك".. ساد الصمت ولم يُفتح الباب أيضاً.. لأن وعي "أنت موجود" يشير ضمنياً إلى "أنا موجود".

لكن العاشق قال بإصرار: "رجاء افتح الباب الآن.. هذا ليس أنا بل أنت فقط"... فأتاه الجواب: "الشخص الواعي لأحدٍ ما يكون واعياً للاثنين... الذي يتذكر "أنت" لا بد أن يتذكر "أنا".. في هذا البيت لا يسكن إلا واحد".

رحل العاشق... مضت شهور وسنين عديدة لكنه لم يعد.. لم يبقَ عنده حتى فكرة أن عليه الذهاب إلى مكانٍ ما ولا أن يعود لمعشوقه... عندها ذهبت المعشوقة بنفسها إليه وقالت: "يا حبيبي تعال! الباب مفتوح".

مع اختفاء "أنا" تختفي "أنت"... وما يبقى هو فقط الحاضر الموجود في الوجود.. وهو المطلوب.. بعد زوال أنا وأنت لا يبقى إلا الله.. الكيان الأبدي دون بداية ولا نهاية.. إنه محيط من الوعي، وهو الكيان الأسمى الذي يمكن أن يُعرف ويُعاش... نحن نعيش ونقف ونسبح فيه... لكننا لا ندركه، لا نشعر به داخلنا ولا نتذكره.. ممتلئون بـ نحن أو أنا..

 

الشخص الفارغ من الأنا هو بالفعل ممتلئ.. وستعرف ذلك إذا استخدمتَ المفاتيح الثلاثة.

الشخص الذي يذيب نفسه في الحب، يأخذ الخطوة الأولى إلى ذلك الفراغ الممتلئ..

امشِ واصعد خطوة خطوة.. اغرق وانسَ نفسك في محيط الحب قطرة قطرة..

وفي النهاية افقد نفسك فيه مثلما تفقد القطرة نفسها في المحيط..

ألا تعرف أن القطرة الضئيلة تصير محيطاً واسعاً حالما تفقد نفسها؟

 

أضيفت في:20-12-2016... زاويــة التـأمـــل> تأمل ساعة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد