موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

إرضاء الناس

عندما استيقظتُ في صباح أحد الأيام.. جاءتني بعض الرسائل من أصدقائي.. يقولون أن هناك بعض الأشخاص يضعون تعليقات عنك.. أحدهم يقول أنك كاذب وكافر، وآخر يقول أنك تخرب الأديان.. لماذا لا تدافع عن نفسك وتنقض كل هذه التعليقات السخيفة؟

أجبتهم: كل ما هو سخيف لا يستحق الرد.. ألسنا نحن أنفسنا من يعطيه قيمة عندما نقبل به كشيء يستحق النقض والدفاع؟

بعدها قال لي صديق: "لكن أيضاً من غير الصحيح أن نسمح لأشياء خاطئة بأن تنتشر في العالم!".. أجبت: "نعم معك حق.. لكن أولئك الذين عليهم أن ينتقدوا ويُشبعوا رغباتهم بالافتراء لا يمكن أبداً إيقافهم.. إنهم مخترعون عظماء ويستطيعون دائماً إيجاد طرق جديدة".. سأخبرك قصة:

كان الطقس دافئاً والشمس الجميلة مشرقة.. أعشاب وأزهار الربيع ترقص وتنشر عطرها الشذي.. ركب جحا وزوجته على الحمار وذهبا في نزهة إلى الغابة.. لكن بعد قليل قابلهم بضعة أشخاص على الطريق، وعندما رأوهم على الحمار قالوا: "انظروا إلى هؤلاء عديمي الإحساس والرحمة! وكأن الحمار ليس كائناً حياً.. وهم يركبان عليه سوية رغم وزنهم الثقييل!"

عندما سمع جحا وزوجته كلام الناس، نزلت زوجته عن الحمار وبدأت تمشي خلفه.. لكن بعد مسافة قصيرة قابلوا أشخاصاً آخرين وقالوا لهم: "ياه ما هذا!؟ يا جحا كيف تترك هذا الكائن الرقيق اللطيف يسير على قدميه؟ ما هذه القسوة! يجب أن يكون هناك حدود لقلة الحياء والوقاحة!"

عندما سمع جحا ذلك، نزل وجعل زوجته تركب على الحمار وسار خلفها.. بعد بضعة خطوات قابلوا أشخاصاً جدد وقالوا لهم: "ما هذه المرأة التي ليس عندها احترام ولا خجل؟ إنها تجعل زوجها يسير على قدميه وهي تجلس مرتاحة على الحمار! هذه من علامات يوم القيامة!".

عندما سمعوا هذا، بدؤوا سوية يسيرون على أقدامهم جانب الحمار.. لكن أيضاً بعد مسافة قصيرة شاهدهم الناس وقالوا: "انظروا إلى هذين الأحمقين! لديهم هذا الحمار القوي معهم لكنهم يسيرون على أقدامهم!"

وقع جحا وزوجته في حيرة كبيرة ولم يعرفوا ماذا يجب أن يفعلوا.. فوقفوا مع الحمار تحت شجرة وبدأ الثلاثة يفكرون معاً... كان الحمار صامتاً طوال حياته، لكنه الآن ضحك وقال: "هل تريدون نصيحتي؟ قوموا أنتما الاثنين بحملي على رؤوسكم!"

عندما سمعوا كلام الحمار، رجعوا فوراً إلى عقولهم وانتبهوا.. قاموا وركبوا سوية على الحمار وأكملوا المشوار... ومع أن الناس استمرت بالتعليق وقول شيء ما.. في الواقع، كيف يمكنك مقابلة الناس دون أن يقولوا شيئاً ما؟؟ لكن جحا وزوجته صاروا يستمتعون برحلتهم متجاهلين كل الناس في الطريق.

في الحياة، إذا أردتَ الوصول إلى مكان ما، فمن الجنون أن تعطي الاهتمام لكل كلمة يقولها الناس وأنت تسير في طريقك...

في الواقع، الشخص الذي عنده رأي ذو قيمة، لن يُعبّر عنه إلا إذا طُلب منه ذلك..

تذكروا أيضاً، أن حركة الشخص الذي لا يتصرف حسب تقديره وقراره، ستصبح مثل حركة أوراق الشجر اليابسة التي تجرفها رياح الخريف..

أضيفت في:21-1-2016... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد