موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

فريش... أكبر سوبرماركت برية في العالم

http://www.alaalsayid.com/images/articles/fresh/fresh_1.jpgjordforbindelse.wordpress.com/fresh-2/fresh-english

مفهوم شامل متكامل.. غريب وهائل..

يتم تحويله إلى واقع في الدانمارك.. وعدوى الصحوة تنتشر إلى كل بلد.

فريش هو فكرة سوبر ماركت عضوية وحيّة في المدن وفي القرى، حيث بدلاً من شراء البضائع عن الرفوف، يقوم الزبائن بجني أو قطف المنتج مباشرة من مصاطب زراعية مُرتفعة!

إنه نظام يعمل مع الطبيعة بدل أن يعمل ضدها...

الزبون من خلال القطف بنفسه يُساهم في عملية الإنتاج لدرجة كبيرة تسمح للإنتاج أن يصل لمستوى رائع من النوعية والسعر المنخفض لم يُشاهد من قبل.. سيكون مجانياً تقريباً.. هذا ما قد تدعوه حالة أنا أربح وأنت تربح والكل يربح!

الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي عليه أن يدفع ليعيش على كوكب الأرض.. كل المخلوقات الأخرى تحصل على غذائها من الطبيعة مباشرة ومن الأنظمة البيئية التي تشكل جزءاً منها.

نحن نتشارك في كثير من شروط الحياة الأساسية مع النباتات والحيوانات.. نحن نتشارك مثلاً التربة، الماء، الهواء، وأشعة الشمس.. طعامنا يأتي من الطبيعة، والسبب الوحيد الذي يدفعنا لمعالجة وتصنيع طعامنا هو العمل والربح.. نزرع طعامنا في صفوف متوازية في الحقول، نُزيل الأعشاب، نقوم بالحصاد، التخزين، التغليف والنقل وبيع الطعام لمعالجته أكثر فأكثر..

نظام إنتاج طعامنا مُصمم بناءً على المصالح الاقتصادية وبهذا يفشل في الحفاظ على القيم الأساسية للطعام... خلال الإنتاج، تتم إزالة الشروط الحية الأساسية اللازمة للمحصول الحقيقي..

لذلك تصبح المحاصيل ضعيفة ومريضة وتتأثر بالعديد من الآفات والأمراض، ولذلك نعالجها لاحقاً بالسموم..

وعندما يظهر المنتج أخيراً على رفوف السوبر ماركت نجده فاقداً لنوعية الغذاء الملائم.

جميع عمليات معالجة الطعام تدمر نوعيته بشدة، سواء كانت حرث التربة أم معالجة المحصول ذاته.. تزول المغذيات منذ لحظة الحصاد، لذلك عندما يصل الطعام إلى الزبون في السوبر ماركت يكون قد فقد معظم قيمته الغذائية.

فريش هو مكان عالي الإنتاجية يقدم إنتاجاً صحياً وطازجاً تماماً بتكلفة منخفضة ومُستديمة.

وهو مكان اختباري لتطوير مفهوم أنظمة الزراعة المدنية للمستقبل..

إنه مركز لتبادل المعرفة حول أنظمة التربية والزراعة، زراعة النباتات المترافقة مع بعضها، تفاعلات النباتات مع الطبيعة وفائدتها للإنسان.. إنه مركز لتقديم الدورات التعليمية للمدارس، المعاهد، الجمعيات، المنظمات، الشركات والأفراد.. مع دورات ومحاضرات في إعداد الطعام، التغذية، الأعشاب الطبية، الطب الأصيل، صناعة مستحضرات العناية والتجميل الطبيعية، أنظمة الزراعة، وفوائد النباتات...إلخ

 

http://www.alaalsayid.com/images/articles/fresh/fresh_2.jpgماذا يلزم لتأسيس المشروع؟

* منطقة لإنشاء مصاطب زراعية مُرتفعة، وسط محيط من حديقة غابية (حديقة من أشجار ونباتات على عدة طبقات) لزراعة المحاصيل بشكل مكثف، والقطف الذاتي من قبل الزائرين لاحقاً.

* مكان لتعليم واختبار العلوم البيئية.

* الإطار العملي للتعليم عن النباتات، الطعام الصحي والطب الحقيقي.

* إنها حرفياً تجربة النمو مع الطبيعة، واكتشاف المحاصيل القديمة والحديثة في إعدادات مختلطة مع النباتات والحيوانات، حيث يمكن للبشر أن يصبحوا جزءاً من هذا النظام البيئي الحي..

 

البنية الأساسية:

* جلب الأخشاب (قسم منها من أغصان الشجر، وقسم آخر من القطع والبقايا الخشبية) ومشيجات الفطور الميسيليوم، كبنية أساسية وقاعدة للمصاطب الزراعية المرتفعة التي سيتم تشييدها ولبدء عملية التحلل والتفكك..

* زراعة حديقة غابية بما في ذلك زراعة الأشجار سريعة النمو لإنتاج مُستديم من الكتلة الحيوية.

* تأسيس مجموعة غنية متنوعة من مختلف أصناف البذور من المُربّين وجامعيّ البذور.

 

 

 

نماذج بديلة للدعم المالي الممكن:

* تجميع الدعم المالي وتشغيل مجموعة من المزارعين المختصين لتأسيس الإطار العملي الأول، مثلاً المصاطب المرتفعة.

* بالتعاون بين أفراد الجماعة والسكان المحليين كمشروع اجتماعي بيئي، أو كبرنامج تشغيل للناس العاطلين عن العمل.

* من خلال الدورات والمشاركة الفعالة للطلاب في البناء والتأسيس.

 

المهمّة: 

إنتاج الغذاء ليس بحاجة للاعتماد على طاقة الوقود الأحفوري (مثل النفط والفحم الحجري)، والمبيدات أو الأسمدة الصناعية... كامل السلسلة من الإنتاج وحتى الاستهلاك يمكن تحقيقها تماماً باستقلالية عن أنواع الوقود الأحفوري.

الصحة لا تعتمد على العناية الطبية والأدوية الكيماوية بل على الطعام المُغذي، الآتي من المحاصيل الصحية المُنتجة في شروط طبيعية.

لا يمكن لأي نظام إنتاج حالي في الدانمارك أن يقدم مثل هذه الفوائد.. فقط المفاهيم الجديدة جذرياً مثل فريش تقدر على ذلك، وسوف تخلق المرونة المطلوبة لإنتاج الغذاء في المستقبل وصحة المستهلكين.

النظرة الشمولية إلى الغذاء تولّد الثقافة.. من تربة إلى تربة، من طاولة إلى طاولة، من فم إلى فم...

فريش سيؤمن إطار العمل الواقعي لتطوير أنظمة الزراعة وما يتبع من نشر لها بين عامة الناس.. فريش سيكون إلهاماً لرجال الأعمال الاجتماعيين والشركات ليكون تركيزهم على علم البيئة الاجتماعي بدل النظام الاقتصادي التقليدي.

فريش سيكون مفيداً للمجتمع بأكمله، لأنه  سيؤمن إنتاج الغذاء والمرونة والاستقلالية عن النظام الاقتصادي الحالي.

 

الرؤية:

فريش سيكون نظاماً بيئياً يشمل النباتات والحيوانات والبشر.. سيتعلم الأطفال فيه عن الشروط الحية الأساسية كما تقدمها هذه الحديقة الغنية.

الفردوس، كلمة من اللغة الفارسية وتعني (الحديقة المسوّرة).. وإذا تم تصميم الحديقة بشكل ملائم، ستحقق كل الشروط الأساسية لازدهار الحياة فيها.

فريش يقدم معرفة كاملة متكاملة لكل كائن وكيان في الكون.. نتعلم عن حاجات النباتات وكذلك البشر.. ونتعلم علم البيئة المتوازنة كبديل مستديم عن النظام الاقتصادي الحالي.

سيتم استكشاف المعرفة في عملية مفتوحة ومتكاملة وستنتشر من خلال الاستشارات والعروض العملية والتوجيه.

 

نظام الزراعة والتربية:

النباتات في الطبيعة لا تنمو معزولة، ولا تنمو أيضاً في صفوف أو مزارع تحوي صنف نبات وحيد.

بل اعتادت النباتات أن تنمو مع نباتات أخرى وكائنات أخرى.. وقد وجدت مع مرور مسيرة التطور أصدقاء وأعداء وشركاء متعاونين معها.

هناك بعض النباتات التي تعتمد كثيراً على وجود أنواع أخرى محددة، بحيث تعتمد على بعضها البعض لتحقق الحياة والنجاة.. لكن هناك أيضاً مجموعات نباتية كاملة تدعم مجموعات نباتية أخرى.

البقوليات كمثال، تقوم بتثبيت الآزوت من الجو مباشرة بمساعدة جراثيم التربة.. ونباتات أخرى نجدها فعالة أكثر في تثبيت الكربون عبر التركيب الضوئي.. هاتين المجموعتين المختلفتين من النباتات قادرة على التبادل الفعال لما تثبته من مواد عبر شبكة كثيفة من الميسيليوم (مشيجة الفطر)، بحيث تستفيد كلا المجموعتين من خبراتهما المتكاملة.. وهناك آليات إضافية في النباتات وبيئاتها تساهم في المشاركة الفعالة للماء والضوء والمغذيات.

عبر مسيرة التطور، قامت النباتات بتطوير استراتيجيات خاصة للمراوغة وتجنب المنافسة المباشرة بين بعضها البعض.. معظم النباتات لا تزدهر جيداً في المزارع أحادية الصنف.. فهي بالأصل مُبرمجة على التعاون مع الأنواع الأخرى.. وهناك ثروة ضخمة من الآليات المُستخدمة لأجل ذلك التعاون تتجاوز حدود مخيلتنا.

فريش يمكنه المساهمة باكتشاف هذه الآليات ودفع عملية تطوير أنظمة الزراعة والتربية.

لن نقدر على دراسة التعاون بين الكائنات الحية ما لم نسمح للتعاون بالحدوث في الطريقة التي نربّي محاصيلنا بها.. لذلك الزراعة المتعددة المختلطة هي أكثر طريقة مناسبة لتنمية النباتات.

 

محاصيل مقابل أعشاب:

فريش سوف يتحدى فهمنا الحالي للغذاء ويعيد تعريف بعض المصطلحات مثل المحاصيل والأعشاب (الأعشاب الضارة).. هناك كثير من الأنواع التي تدعى "أعشاب" ليست أعشاب بل معجزات من الطبيعة..

الأعشاب لها وظائف هامة في الأنظمة البيئية.. ولا ينفع أبداً إزالة الأعشاب بكاملها من النظام البيئي.. بدلاً من ذلك، على المرء أن يعمل سوية مع هذه النباتات لجعلها تساهم وتقدّم للنظام صفاتها الخاصة بها.

نبات القريص اللاسع المعروف هو أحد الأمثلة عن أكثر المعجزات المهملة في المملكة النباتية..

القريص يقوم بتجميع أنواع كثيرة من المغذيات من التربة مثل: الكبريت، الآزوت، الكالسيوم، البوتاسيوم، الحديد والنحاس..  القريص يحتوي عدة عناصر معدنية وفيتامينات "أ" و "سي".. ونافع لكلٍّ من البشر والتربة أيضاً..

القريص ينظف الدم، الكلى، الكبد وحتى خلايا الجسم العادية.. ولكن يمكن أيضاً استخدامه في الكومبوست السطحي (تحلل البقايا العضوية إلى سماد طبيعي) بتغطية مساحات التربة بين المحاصيل.. الكومبوست السطحي يحرر المغذيات لتصل للنباتات الأخرى وبهذا يساهم في تكوين بنية طبيعية للتربة..

القريص هو عنصر صحي في الأنظمة البيئية، صحي من عدة نواحي..

مستخلص القريص يمكن استخدامه كسماد سائل وكذلك هو مادة تحمي من الآفات والأمراض.

القريص يستخدم منذ القدم في الغذاء وفي الطب وفي صناعة الألياف.. لكن له أيضاً وظائف هامة في الطبيعة البرية.. أكثر من 30 نوع من الحشرات تتغذى على القريص والكثير من العناكب تعتمد عليه كغذاء وموطن تعشيش لها.

 

الميسيليوم (المشيجة):

تشكل الفطريات مجموعة كبيرة من الكائنات الحية التي تفكك وتتغذى على الكتلة الحيوية.

تعرف الفطريات غالباً من جسمها الثمري الظاهر فوق سطح التربة.. ولكن مشيجتها الفطرية الخفية هي شبكة ضخمة متماسكة تخترق التربة بحثاً عن المواد العضوية القابلة للتفكك.

 

مشيجة الفطريات هي الانترنت الطبيعية لكوكب الأرض.. وتعرف المشيجة الواحدة بأنها أضخم كائن حي مفرد في الأرض ومنها ما يمتد على مساحات تصل لمئات الهكتارات.

تقوم المشيجة بنقل وتوزيع المغذيات وتجعلها متاحة لجراثيم التربة والنباتات.. تفكك المشيجة المركبات السامة، تلتقط المعادن الثقيلة، وتبني الأرضية لتأسيس نظام بيئي صحي، وبهذا تسمح لكثير من الكائنات الأخرى بالظهور والازدهار... المشيجة تنظف وتسترجع الأنظمة البيئية من أسفلها إلى قمتهاـ سواء بعد الكوارث الطبيعية أو الكوارث التي يصنعها الإنسان.

هناك مجموعة محددة من الفطريات تعرف باسم Saprophytic Mushrooms قادرة على تفكيك طيف واسع من أكثر المواد سمية في بيئتنا مثل: PAHs (مركبات الهيدروكربون العطرية متعددة الحلقات)، PCBs (مركبات ثنائي الفينيل متعددة الكلور) وحتى مادة TNT المتفجرة.... المشيجة ذاتها تستطيع تفكيك كل بقايا النفط بما فيها المشتقات المصنوعة منه... إضافة لذلك، مشيجة بعض الفطريات تستطيع التقاط المعادن الثقيلة مثل الزئبق، الكادميوم، النحاس والرصاص.. وكذلك السموم الملوثة جداً كالزرنيخ وعنصر السيزيوم المشعّ.

المشيجة هي شبكة تفاعلية نشيطة تتواصل مع كائنات أخرى، تشارك وتنقل المغذيات عبر مسافات طويلة، بينما تحتفظ بالمعادن الثقيلة السامة بعيداً عن متناول الكائنات الأخرى... هناك العديد من الفطريات تكون معروفة أنها سامة بسبب قدرتها على تجميع تراكيز سامة من بعض المعادن الثقيلة المحددة.

البنية الطبيعية للتربة هي أكثر طريقة واعدة لإعادة تأسيس نظام المشيجة الذكي... حراثة التربة تدمر نظام المناعة في التربة وتحرر السموم والهموم...

من الواضح أن نوعية الترب لا يمكن مراقبتها بمجرد تحليل تركيب العناصر فيها... التربة هي نظام بيئي حي يحوي كائنات حية وميتة في عمليات متفاعلة ومتطورة باستمرار... الحالة الصحية للتربة هي التي تحدد ما إذا وما هي كمية المركبات السامة التي تمتصها النباتات فوقها.... نوعية التربة يمكن تحديدها فقط عبر المجموع النباتي فوقها... محتواها من المعادن الأساسية مقابل الملوثات السامة.

ومن الواضح أكثر أن الترب المبنية طبيعياً يجب ألا نزعجها باستمرار بعمليات الحراثة والفلاحة، لأن ذلك يدمر بنيتها الطبيعية.. لذلك، الزراعات المتعددة المختلطة، الدائمة، والمعمّرة هي أكثر شكل ملائم لزراعة النباتات.

 

الفحم العضوي الحيوي:

قبل فترة طويلة من اكتشاف القارة الأميركية، كان حوض الأمازون مسكوناً من قبل أكبر الحضارات الزراعية...

كان أفراد قبائل تشبشا Chibcha يمارسون طريقة صارت تعرف باسم "اقطع وفحّم" لصنع أنظمة إنتاج زراعية والحفاظ عليها في الغابة المطرية... التربة التي نتجت عن تلك الحضارة تعرف باسم terra preta do indio ولا تزال حتى بعد 500 سنة من اختفاء حضارتهم تربة مستقرة وخصبة بصورة استثنائية.

الفحم، أو الفحم الحيوي، هو كربون متحول ينتج عن الاحتراق الجزئي الإتلافي (Pyrolysis) حيث بدلاً من حرق الكتلة الحيوية بشكل كامل وصولاً إلى الرماد، يتم فقط أكسدة أو حرق المركبات الطيّارة والخفيفة فيها، فيبقى معظم هيكلها الكربوني موجوداً.

الفحم الحيوي له بنية سطحية عملاقة تشكل مسكناً لمشيجة الفطريات والجراثيم، تحتفظ بالرطوبة، وترتبط بكلٍّ من المغذيات والملوثات السامة أيضاً.

إن إضافة الفحم الحيوي إلى الترب يساهم في عملية استخلاص الكربون من الغلاف الجوي، بينما في ذات الوقت يخدم في زيادة خصوبة التربة... هذا بدوره يخلق ظروفاً لنمو أفضل وتثبيت أكثر لغاز ثاني أكسيد الكربون.

الفحم الحيوي يمكن إنتاجه من كل أنواع الكتل الحيوية العضوية بتقنيات بسيطة.

الفحم الحيوي يحتمل كثيراً من التطبيقات الممكنة الكامنة، ويمكن مثلاً أن يستعمل في تأسيس المساحات المزروعة مثل المصاطب المرتفعة.. وهنا يلعب دور فلتر يمنع الملوثات غير المرغوبة من الصعود إلى الطبقات العليا من التربة، وفي ذات الوقت يقلل فقدان العناصر المغذية إلى المياه الجوفية.

 

الصحة... جسد فكر وروح:

إن الصمود والوقوف بقوة في وجه الأمراض الحديثة المزمنة بما فيها الاكتئاب والضغط النفسي والاحتراق الداخلي هو حاجة ملحة للجميع...

جسدنا هو معبدنا... والجسد الصحي مطلوب لأجل صحة الفكر والروح.

نحن مبرمجون وراثياً على العيش في الطبيعة ومن الطبيعة... لقد تناول الإنسان الطعام المصنوع في ومن الطبيعة طيلة 250000 سنة.. بالتالي يحتاج جسدنا للمغذيات والمنتجات الطبيعية من التربة وبواسطة النباتات بشكل رئيسي.

إن تعريف المرض من وجهة نظر المدارس الطبية التقليدية يشير كثيراً إلى "فشل وظيفي"، والنتيجة هي أن العوارض هي التي تُعالج بدلاً من الأمراض.

الجسد يصاب بالمرض إذا لم نزوده بالمعادن والفيتامينات والمنتجات الضرورية له...

اليوم نحن نعالج مثل هذه العوارض بالأدوية.. لكن يمكننا أيضاً اختيار معالجة المريض ومرضه، إذا أخذنا نظرة شمولية تجاه الموضوع وقدّمنا للجسد التغذية اللازمة من الطعام الصحي... في الواقع، عندها نفعّل وننشط آليات الشفاء الطبيعية الموجودة في كل جسد.

الحديقة... هي مكان معروف منذ القدم بأنه مكان للشفاء والاستشفاء..

وكما نرى اليوم، في الحقيقة... يبدو أن الناس يمرضون بمجرّد إخراجهم من الطبيعة ومن الحديقة....

وسجنهم في عمارات المدن وشوارعها المزدحمة ونوافذها الضيقة...

facebook group “FRESH, verdens vildeste supermarked” 

تحديث عن فريش... أكبر سوبرماركت برية في العالم..

حزيران 2012

مشروع يتم تنفيذه باستمرار في الدانمارك.. مزارعون من المدن يستولون على العالم مسكباً مسكب!

http://www.alaalsayid.com/images/articles/fresh/fresh_001_June_2012.jpg

وااااااوووو! الانتقال للحياة دون مال هي أفضل قرار على الإطلاق.. كل شيء موجود فعلاً مجاناً و قوانين الجذب موجودة حقاً.. كم هذا جميل!

بدلاً من الذهاب إلى الحفلة الضخمة في 1 أيار في حديقة المدينة حاملاً مصاصة الأولاد المصنوع من السكر، كما نرى الزعماء مثل باكاردي بريزرز وغيره من السياسيين يحتفلون باليوم العالمي للعمال.. قمنا بتنظيم 1 أيار كيوم عالمي للعمل! D.I.T -do it together اعملوها سوية!

اجتمع أكثر من 100 شخص.. يعملون بالأخشاب، يبنون المصاطب المرتفعة، يحملون الفؤوس والرفوش، يعزفون الموسيقى ويتناولون الشوربة، يبنون أماكن اختباء في الغابة، يزرعون البذور والشتول.. تماماً مثل المرة الأخيرة، كان عمر المشاركين بين ثلاثة شهور وحتى 70 سنة وحصلت كل هذه الأجيال على يوم جميل في الشمس والطبيعة، يفعلون الأفعال بدل الاكتفاء بقول الأقوال.

ماكفاركيت MAKVARKET جماعة بيئية نامية ناشطة، مركزها هو معمل سيراميك قديم في knabsrup قامت بورشة عمل بنوا فيها موقداً من الطين، يعمل على موقدنا الذي ينتج الفحم الحيوي، والناتج الفائض عنه يسحب إلى مصطبة سرير مرتفع صخري (مثل موقد الصاروخ) فيقوم بتسخين المصطبة المرتفعة في بناء المزرعة الصغيرة اللولبية الاستوائية (سنؤسسها قريباً).. هنا سنقوم بفعل المستحيل، تماماً مثل :Sepp Holzer.. ماكفاركيت صنعت أيضاً أرجوحة كبيرة من شبكة صيد سمك قديمة.. فكانت مصدراً للمتعة للأطفال بكل الأعمار.

http://www.alaalsayid.com/images/articles/fresh/fresh_002_June_2012.jpg

الطاقة في فريش مذهلة فعلاً.. والنظر إلى وجوه الناس بعد تمضيتهم النهار أو حتى بضع ساعات في العمل أو اللعب هو مكافأة بحد ذاتها... والأطفال عندما يبكون عندما يجب عليهم أن يرحلوا هو مكافأة إضافية مجانية!!

http://www.alaalsayid.com/images/articles/fresh/fresh_003_June_2012.jpg

الجلوس في المساء.. والنظر لخيال النباتات المتبرعمة في المصاطب المرتفعة مترين عن سطح الأرض.. الإصغاء لغناء العصافير مع غروب الشمس والخفافيش وهي تصطاد الحشرات في هذه الفسحة.. الاستمتاع بنهاية يوم آخر نشيط فعال باسم "الثورة".. هذا يجعلني أدرك أن الثورة ليست إلا جولة في الحديقة، طاقة جيدة، بعض العضلات المُرهَقة، ورائحة مستمرة من الصنوبر وموقد الحطب..

تحدثنا عن مشاركة الكتب وأردنا إنشاء مكتبة للناس الراغبين بالتعلم عن هذا النظام وكيفية جعل النباتات تنمو فيه.. مكان للناس ليدرسون فيه.. بعد يومين قابلنا سيدة على الدراجة الهوائية على الطريق إلى فريش، وصادف أنها المديرة الجديدة للمكتبة العامة المحلية.. لذلك الآن سوف نلقي محاضرة في المكتبة، ونخطط لبناء مكتبة من الطين فيها كتب عن الأشجار، الشجيرات، الخضار، الطيور، الحشرات، وأنظمة الزراعة... المكتبة ستكون مكاناً لتَشارك الكتب، وبقية الكتب سوف تقدمها المكتبة المحلية...

كل ما لزم لذلك هو مقابلة ضمن فريش مع خمسة من عمال المكتبة، جميعهم يتوقون لسماع ورؤية فكرة هذا المشروع، والآن هم يتحدثون عن إنشاء حديقة على سطح المكتبة العامة... هذا توافق جيد بيننا جميعاً، باعتبار أن المكتبة لها دور كبير في البلدية.

http://www.alaalsayid.com/images/articles/fresh/fresh_005_June_2012.jpg

نحن نجهز أيضاً يوماً لأطفال الروضة كل أسبوع للأطفال المحليين، حيث يقدر الأطفال أن يتعلموا القليل عن شروط الحياة الأساسية وكيف نجعل كل شيء حولنا غير سام لنا.

سوف نستولي أيضاً على قطعة من الأرض تعود للبلدية، تبعد فقط 50 متراً عن فريش.. سوف تكون مخبرنا الجديد لأبحاث التربة، حيث سنختبر فيها زراعة الجاودار المعمّر، والقنب الصناعي، القريص، وطبعاً الكثير من أزهار المروج والأعشاب الطبية وربما حديقة صغيرة من أشجار الفاكهة.. كلها لأجل التجريب، التدريس والتعليم.

نحن نقوم بعدة مشاريع داخل وخارج البلدة، وبنينا المصاطب المرتفعة في عدة أماكن.. نظامنا الجديد:"ليغو أكياس الرمل" يبدو أنه ناجح تماماً.. إنه مصطبة مرتفعة مركزها مليء بقطع الأخشاب ومغطاة بمشيجة الفطر والتربة والفحم الحيوي.. لكن الفرق هنا أنه مخصص للزراعة ضمن المدينة.. نملأ أكياس الرمل (التي تستخدم ضد الفيضان أو في الحرب) بالتراب أو الطوب لتشكل الحدود للمصطبة.. بعدها نملأ المحيط داخلها بطبقة سفلية من الفحم الحيوي، الذي يلعب دور فلتر ضد السموم من الأرض ويحتفظ بالمغذيات... بعده طبقات من قطع الخشب والمشيجة الفطرية وفي النهاية نغطي كل شيء بطبقة من التربة..

إنه مبدأ بسيط يمكن لأي شخص أن يشارك به، ومقدار إبداع الناس هو فقط ما يحدد التصميم.. يمكنك بناء قلعة أو حتى سور الصين العظيم في الحديقة المحلية، أو Dit اعملوها سوية... حيث كل شخص يملأ كيساً بالتراب ويضعه في أي مكان يريد ضمن قطعة محددة من الأرض، وعندها سترى ماذا تستطيع طاقات 100 أو 1000 شخص أن تخلق سوية.

http://www.alaalsayid.com/images/articles/fresh/fresh_004_June_2012.jpg

كثيراً ما نُدعى لكل أنواع المعارض والفعاليات المسماة "مستدامة"، لكننا دوماً نتأكد أن كل مشاركتنا خالية من المال.. نحن نؤسس فقط حدائق جماعية منتجة للغذاء ومجانية دون بيع أو مال ومتاحة للكل دون استثناء.. هذه الذهنية من المشاركة والعمل سوية تزدهر مع هذا الوعي الجديد الذي يتحدث عنه كل الناس الآن.

مشروعنا القادم هو حديقة جماعية خارج ARHUS، بعده ورشة عمل عن المصطبة المرتفعة بأكياس الرمل مع الأطفال في منطقة Urbanplanen للبيوت العامة...

هنا ماكفاركيت سوف تبني مطبخاً خارجياً بالطين مع الأطفال وورشة أكياس رمل.. في حزيران هناك مهرجان تم دعوة كل المدينة لتشارك به مع السكان المحليين لتحويل المكان إلى غابة طعام أو حسب ما نقدر تحقيقه.

مشروع فريش جديد يبدأ في بلدة Amager في كوبنهاغن.. ومشروع آخر رأى النور في مدينة سيسيلي، إيطاليا.. أيضاً تمت دعوتنا لإعطاء دورات عن فريش في فلسطين في الخريف، يبدو أن كل شيء يسير بسلاسة والخير ينتشر...

وكما نلاحظ الآن أننا نحصل على كل شيء نطلبه، وكثيراً حتى قبل أن نطلبه.. نعمل دوماً بأمل وحماس، نؤمن الآن أن كل شيء ممكن التحقيق وأن الحدود موجودة فقط في عقول الناس...

على اعتبار أننا غير محدودين أو مقيدين بالمال، يمكننا أن نكون أحرار، غير مساومين، ونسترد الأرض مثلما نسترد حياتنا من جديد.

أنشأنا خريطة غووغل بالمشاريع المختلفة ونُحدثها باستمرار

نرسل لكم أطيب الأمنيات من فريش، حيث نكافح لإثبات أن الطعام الآتي من الطبيعة مجاني.. وأن العالم بأكمله ملكنا...

http://www.alaalsayid.com/images/articles/fresh/fresh_006_June_2012.jpg

أضيفت في:14-1-2014... الغذاء و الشفاء> الزراعة والبناء الطبيعي
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد