موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

ما هي الروح وما هي الروحانية؟

قل الروح من أمر ربي... فالروحانية ليست تجربة تحدث وتمتلكها ثم تنتهي...
لا يمكنك اختبارها.. إذا اختبرتها ستكون شيئاً من الفكر أو من الجسد، لأنه كيف يمكنك أن تختبر ذاتك؟!
لا يمكن تقليص كيانك وأبعادك إلى شيء محدد
أنت تبقى الشاهد.. أنت الذات أو الروح.. أنت الماء لا الوعاء..
أنت المشاهد... كل شيء سواك تستطيع رؤيته لن يكون أنت
لذلك الروحانية ليست تجربة.. ليست شيء.. لا يمكنك رؤيتها أو مراقبتها
الروحانية هي أنت.. الروح هي أنت.. تأتي وتروح
وعندها تختفي كل التجارب
عندما لا يبقى عندك شيء لتراه، ولا يبقى عندك أي ظاهرة لتراقبها..
هناك مجرد وعي... واسع ممتد لا يحدّه حدّ... لا تعكره أي تجربة...
عندها تكون قد أصبحتَ روحانياً متروحناً محلقاً في سماء الروح...
أنت تصير روحانياً بين كل نفَس ونفَس.. وليس أنك مررت بتجربة وشاهدت شيئاً ما وانتهى!
مشاهدة الأنبياء أو الحكماء.. طاقة أفعى الحياة الكونداليني، الأنوار والألوان، الهالات والتنبؤات.. كلها تختفي
كلها إشارات جيدة أنك تنمو وتتطور لكن لا علاقة لها بالروحانية
والمعلم الحقيقي هو من لا يهتم بالاختبارات والإشارات على الطريق
همه فقط الهدف... والطريق دار ممر إلى المقر يجب أن يعبره ويتجاوزه
إنه يهتم فقط بك أنت.. في حالة نقاء وفناء وبقاء ذاتك فحسب
دون أي شيء أو اختبار.. عندما يشتعل وعيك كاللهب في سماء صافية
دون أي نسمة أو غيمة أو فكرة.. لا شيء.. لا إله... أشهد...
في عالم الروح هنا والآن.. الروحانية الحية.. تنتقل من 99 اسم لله إلى اللا اسم.. لا يوجد هناك الله
الأديان والمعتقدات التي تعتمد كثيراً على المشاهدات، مثل الله أو الملائكة وغيرها، أو الاختبارات للسعادة أو الغبطة والنشوة.. كلها تستمر بالحديث عن التجارب.. والروحانية أبعد من كل ذلك.
إنها البعد الممتد وراء الكلمات.. إنها القفز فوق حدود الفكر وأبعد من فهم العلم..
أنت فقط تبقى هناك، مليئاً بالوعي، يقظ مستيقظ، وكل ما دونك هو دونك وقد اختفى
في هذا الفناء التام يشتعل لهب ذات الإنسان.. في وحدة مطلقة ووعي مترافقان.. تذكر
لا يهمني ما إذا حلمتَ وشاهدتَ شخصاً مقدساً.. ولا طاقات وهالات وألوان
كل الآلهة التي يمكنك أن تراها بالبصر هي من صنعك أنت.. فارمها كلها!
أحياناً أجاوب بعض السائلين، إذا دخلتَ للحمام وانتهيت، هل تظل تراقب ما فعلت أم أنك تسحب السيفون؟
ارم كل ما تشاهده، فالبصيرة غير البصر.. لتصل إلى نقطة لا يبقى فيها إلا الفناء
فيها تبقى أنت بوحدتك وصمتك وعطرك.. وهذا له جمال مميز وأحوال
هذا هو العطر الخفيّ.. وخذوا عطركم عند كل مسجد لأنك أنت المسجد والساجد معاً
هذا العطر هو الروح والروحانية الغنية النقية...
قبل ذلك، كل شيء تمر به مجرد ألعاب للأولاد.. وهناك ألعاب من الجسد: الجنس هو لعبة الجسد.
وهناك ألعاب من الفكر: الحب هو لعبة الفكر...
الروحانية ليست لعبة!
عندما ينتهي كل شيء، وترمي كل الألعاب.. يعود المرء إلى منزله ومنزلته داخله.. وحيداً يجلس هناك، لا تجارب تعكر حضوره.. كل التجارب تشوش الحضور.
عندما يبقى الوعي فقط هناك، سيرضى المعلم الحقيقي عن تلميذه..
المعلمون يطلبون الكثير.. لن يتركوك مع بعض الخيالات الحمقاء، مهمتهم تحطيم كل الخيالات باستمرار
وعندما يتحطم كل شيء.. عندما لا يبقى إلا ذلك الشيء الذي لا يمكن تحطيمه
الشيء الأبدي الذي لا يموت.. إنه أنت في حالة اليقظة والوعي التام
كل شيء هو حلم... وهناك طبقات وطبقات من الأحلام
أحلام جميلة، أحلام بشعة، أحلام روحية، وأحلام غير روحية....
لكن الروحانية ليست حلم
إنها الشخص الحالم الذي استيقظ من كل أحلامه وأوهامه
عندها فقط يتاح له البوح ويكتشف عطور الروح
فيصير عارفاً بسر الأسرار ومصدر الأنوار
 

أضيفت في:18-1-2013... في قلب الله> الله و الألوهية
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد