موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

لماذا أنا هنا؟؟؟

HTML clipboard

بحثتُ واحترتُ كثيراً... ولا أعرف لماذا أنا هنا... هل يمكن أن تساعدني؟

 

لماذا أنت هنا... لا أحد يعلم، وليس هناك وسيلة لتعلم، ولا حاجة لتعلم أيضاً!

هذا السؤال الدائم: لماذا أنا هنا؟....لماذا أفعل كل هذا؟...

ذلك الشوق والتوق الدائم لمعرفة السبب ما هو إلا مرض من الفكر.

لن تستطيع أي إجابة أن ترضي فكرك، لأن كل لماذا ستليها لماذا جديدة....

فإنْ قلتُ لك: أنت هنا لأجل كذا... ستؤجل تلك اللماذا قليلاً فقط، لكن لن تجيبها... ستعود لتسأل من جديد: ولماذا خلقتُ هنا من أجل كذا؟ .....

وهكذا تدور في حلقة مفرغة بلا نهاية...مثل الخنفسة في الطاسة..

أما حين تفهم تلك الـ"لماذا"....ستستطيع رميها وتركها وراءك..

 

لا فائدة من سؤال لماذا.. فبدلاً من السؤال لماذا أنا هنا؟... من الأفضل أن تستغل هذه الفرصة.. الأفضل أن تتفتح وتزهر...

أن تعيش حياتك بإخلاص وصدق.. تلك هي روعة الحياة..

حين تبدأ بالعيش وفقاً لكيانك وإحساسك ومصداقيتك أنت بقرارك أنت..

حين تتوقف عن كل ذلك الهراء والأفكار وتدخل بهجة الحياة...

حين ترمي ذلك الفيلسوف.. ستجد الإجابة لتلك اللماذا.

لكن الإجابة لن تأتي من أحد ما خارجك.. الإجابة ستكون حياتك...

هناك إجابة... نعم إنها ممكنة لكنها لن تأتي كجواب عادي بكلمات....

ستأتيك باختبار حقيقي... كتجربة يمكن أن تعاش وليس ككلمة تقال...

الجواب سيكون وجودي ليس فكري...

ارمي بسؤالك وإلا ستبقى في الأسئلة طيلة حياتك

بدلاً من أن تعيش الجواب الجلي البسيط.

 

انظر عبر العصور... لدينا الملايين من الأسئلة لكننا لم نجد حتى إجابة واحدة...

لم نصل لشيء عبر المنطق والحسابات والتفكير...

لم نجد الحل ولو حتى لسؤال واحد..

بل على العكس كل إجابة وصلنا إليها خلقت لدينا المزيد والمزيد من الأسئلة.

مثلاً: مَن أوجد الكون؟.... وقد كانت الإجابة: الله أوجد الكون...

وحالاً يأتي للفكر سؤال آخر: من أوجد الله، أو لماذا خلق الله الكون؟

ومتى خلق الكون؟ ولما خلقه هكذا؟؟....

حقاً إنه أمر محبط ويخلق جحيماً داخلك!!..

الشخص الذي أجابك بأن الإله هو من خلق الكون

ظن بأنه سيزيل تساؤلك بتلك الإجابة...

لكن من جواب واحد تستطيع أن تجد مئات الأسئلة..

فالفكر آلة لصنع الأسئلة والأحاجي..

إذاً أول ما عليك فهمه هو: ارمي لماذا.. وحالاً ستصبح تقياً نقياً..

أكمل بتلك اللماذا وستصبح فيلسوفاً...

تابع الأسئلة وستبقى دوماً في المقام الأول الفكر...

ارم بالتساؤلات... وحالاً ستبدأ طاقتك بالتدفق نحو بعد آخر: مقام القلب والقرب...

القلب ليس فيه أسئلة فهناك يكمن الجواب...

سيبدو ذلك تناقضاً.. لكني مازلت أريد أن أقول لك شيئاً:

حين تتوقف الأسئلة تأتي الأجوبة

إن استمريت بالسؤال... ستصبح الإجابة محيرة أكثر...

لماذا أنت هنا؟.. مَن يستطيع الإجابة؟

وإن كان من الممكن الإجابة على هذا السؤال،

فعندها لن تكون إنساناً بعد الآن، ستصبح آلة لا ألوهية....

هذا المسجل أمامي هناك سبب لوجوده، تستطيع أن تجيب لماذا هو هنا...

السيارة في آخر هذا الرواق تستطيع أن تجيب لماذا هي هنا....

إذا كانت الإجابة لسؤالك لماذا أنت هنا موجودة،

إذاً فأنت لا تزيد بشيء عن تلك المكنات..

أنت كالسيارة والمسجلة... لقد أصبحت أداة.....سلعة....

لكنك إنسان لا آلة....

الإنسان يعني الحرية... لماذا هناك حرية؟

تستطيع أن تسأل، لكن سؤالك أحمق..

فسؤال لماذا المتعلق بإنسان لا يمكن الإجابة عليه...

وإذا كانت الأسئلة لماذا المتعلقة بالإنسان لا يمكن الإجابة عليها..

فكيف الأسئلة المتعلقة باللامحدود، بالكون، بالله؟....

حتى عن الإنسان لا توجد إجابة فكيف عن الله؟

إنه تقريباً لمستحيل حتى أن تستطيع أن تسأل السؤال بشكل صحيح...

إن سعيي ليس لأجيب على أسئلتكم،

بل لأجعلكم يقظين بأن 99% من أسئلتكم ببساطة سخيفة....

ارموا بها! فحين ترمي بأسئلتك الحمقاء التي تبدو كالفلسفة...

سيبقى فقط سؤال واحد...

وذاك السؤال لن يكون مهتماً بعد الآن بكل ما ليس له علاقة بالجوهر

ذاك السؤال الوحيد سيكون مهتماً بالوجود، بك أنت: من أنا؟....

هذا ما تستطيع معرفته واكتشافه..

فلكي تجيب عليه لن تكون هناك حاجة للذهاب لأي مكان أو لأي أحد....

فقط اذهب نحو الداخل...

لا حاجة لتنظر في الكتب المقدسة... فقط انظر في أعماقك...

لأجله.. عليك فقط أن تغلق عينيك وتدخل إلى الصمت في داخلك...

وستحصل على الشعور بمن أنت...

تستطيع أن تتذوق ذلك الطعم... من أنت.

تستطيع أن تشمه، أن تلمسه.....

هذا سؤال كوني.... لكن لما أنت هنا؟ لا أعلم.

ولا حاجة لأن تعلم أيضاً..

 

أضيفت في:22-7-2010... زاويــة التـأمـــل> تأمل ساعة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد