موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

.. السؤال والجواب

 مَن يُكثر من الأسئلة يضيع في غابات الفلسفة والفكر والنظريات...
فدع الأسئلة تأتي وتذهب... لا تركض وراءها في الظلام والمتاهات...

راقب هذه الأسئلة المتراكمة المتدافعة... اعتبرها كالناس في الطريق وأنت تشاهدهم من بعيد... لا شيء لـتأخذه منهم ولا شيء لتعطيهم لهم.... في هذه المشاهدة... كلما زادت المسافة التي تفصل بينك وبين أسئلتك كان الأمر أفضل... لأن الأجوبة ستظهر بين تلك الفراغات...

ذهب بروفسور في الفلسفة إلى معلم حكيم... وعندما وصل بدأ يسأله عن الله، عن الجنة، عن العبادة والتأمل والطاقة و........ استمع المعلم بصمت لعشرات الأسئلة، بعدها قال: يبدو عليك التعب الشديد.. لقد أتيتَ من مكان بعيد... تسلّقتَ كل هذه الجبال... اسمح لي أولاً أن أقدّم لك فنجاناً من الشاي.
بدأ المعلم يعد الشاي... بينما كان البروفيسور يغلي بالأسئلة.. عندما غلى الشاي "الأخضر هاه!" وفاحت رائحته الزكية في المكان... قال المعلم: رويدك قليلاً... لا تستعجل.. فمن يعلم، قد تُجاب جميع أسئلتك بشربك للشاي.... أو حتى قبل ذلك.
وأصابت الحيرة البروفيسوور... بدأ يفكر: لقد ضاعت كل هذه الرحلة دون أي فائدة... هذا الرجل يبدو عليه الجنون... كيف يمكن لأسئلتي عن الله أن تُجاب بمجرد شرب الشاي؟ ما معنى هذا الكلام الفارغ؟ من الأفضل لي أن أهرب من هنا بأسرع وقت ممكن.
لكنه كان متعباً بالفعل، لذلك قرر أن يرتاح قليلاً ويأخذ الشاي قبل أن ينزل عائداً من حيث أتى...
جلب المعلم الإبريق وبدأ يصب الشاي في الفنجان.. واستمر في الصب... امتلأ الفنجان وبدأ الشاي ينسكب في صحن الفنجان.. لكنه استمر في الصب... وامتلأ الصحن.. فصرخ البروفيسور: توقف! ماذا تفعل؟؟ هل أنت مجنون أو مصطول؟ ألا ترى أن الفنجان وصحنه امتلئا بالشاي؟؟؟
قال المعلم: هذه تماماً هي حالتك الداخلية: رأسك مليء بالأسئلة لدرجة أنني حتى لو أجبتك.. لن يكون هناك مكان للجواب!..... لكن يبدو عليك أنك رجل ذكي، تستطيع رؤية أن الفنجان وصحنه لم يعد يتسع لأي قطرة من الشاي... وأنت كذلك من اللحظة التي أتيت فيها إلى هنا، رأسك يفيض بالأسئلة التي انسكبت على الأرض من كثرتها...
اذهب وأفرغ فنجانك.... وعندما يفرغ قليلاً ارجع إلى هنا.
 

 http://www.baytalhaq.com/images/ecards/flowerbar.gif

أضيفت في:28-9-2009... بطاقات الحكمة> البطاقات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد