موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

ما هو الرابط بين الحب والتأمل؟

انتبه!!!

 

الحب والتأمل هما وجهان لعملة واحدة وهي الوعي... ولكن كیف هذا؟

 

الكثیر منا یطرح هذا السؤال: حین أحب لا أستطیع أن أتأمل وحین أتأمل لا أستطیع أن أحب!!! ماذا یحصل؟

الفكرة هي أنك تجزِّئ الأشياء والأحوال وهذا ما یجعلك لا تفهم ما یدور من حولك. أنت تختار أن تكون سعیداً ولا ترید أن تكون تعیساً ولكن كل ما تحصل علیه هو الجري وراء السعادة والإحساس بالتعاسة....

 

لا یوجد أجزاء في الحیاة؛ الحیاة بحد ذاتها كاملة ومتكاملة وكل شيء موجود في ضده وینقلب إلى الوجه الآخر من حین إلى حین....

 

والآن نرجع إلى الحب والتأمل.... إذا كنت عاشقاً فأنت لا تستطیع أن تتأمل لأنك تركز علی الحبیب في كل لحظة وهذا التركیز یعني أنك تجزِّئ العالم؛ تضع الحبیب في كفة والعالم كله في كفة ثانیة...

وكذلك حین تبدأ بالتأمل فأنت تركز علی ما یحدث معك وهكذا تجزِّئ العالم مرة ثانیة ولكن یجب أن تعلم أن الحب والتأمل هما وجهان لعملة واحدة ولا یمكنك أن تفصلهما عن بعض...

 

الكثیر منا یعرف هذه التجربة؛ أحياناً لا تستطیع أن تكون وحیداً وترید أن یرافقك أحد هذا لأنك شبعت من الوحدة وترید أن تشارك هذه الطاقة مع الآخر والعكس صحیح أيضاً أحياناً تحس أنك لا تطیق الآخرين وترید أن تكون لوحدك؛ هذا من حقك أيضاً لأنك تكون اكتفیت من الآخرين وترید العودة إلى الطاقة الموجودة بداخلك...

 

لأننا لا نعرف هذه الرقصة بین الوعي واللاوعي أو بین الحب والتأمل فإننا نغلط كثیراً... حین نتعب من التواجد مع الآخرين نخلق عذر للشجار معه أو نلقي علیه اللوم لأنه لیس محباً بما فیه الكفاية ولهذا أنت تحس بالملل ویعود الآخر ویخلق جو جدید أو یجبرك الآخرين علی التركیز علی حیاتك وأن تشكر الله علی ما أعطاك من نِعم وهكذا تحس أن لا أحد یفهم ما تقول حتى أنت....

 

إذا أحسست بالملل من الآخر فأذهب إليه وبكل بساطة أخبره أنك تواجه مشكلة في رقصة الحب والتأمل وهذا الشيء لا یتعلق به بل هو یرجع إليك تماماً واطلب منه أن یعطیك هذه المساحة من الراحة والحرية حتى تعیش مع نفسك ومن ثم تعود لتنصهر فیه مرة ثانیة...

 

إذن لا تحاول أن تختار شيء في العالم لأنك ستفقد الجانب الآخر منه...

 

هل تذكر أنك اخترت أن تولد؟

 

أنت أتيت إلى هذا العالم ووجدت كل شيء موجود فیها ومتناغم مع بعض وفي یوم ستترك هذا العالم وستستمر الحیاة بتناغم مع بعض...

 

إذن ما هو الخیار ومن هو المختار؟

أضيفت في:18-4-2008... زاويــة التـأمـــل> انــتــبـــه !!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد