موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

فَجِّـر طاقتك مع الفجـر

إن أشعة الشمس تنساب في أغصان شجرة الحياة لتبعث فيها الأزهار والثمار.. فالشمس مصدر للطاقة والحياة والأسرار...
عندما تكون الشمس مشرقة في أوج ذروتها، لن نتمكن من النظر إليها بسبب قوة أشعتها... لكن لنحاول اختيار اللحظة المناسبة في الصباح الباكر عندما تكون الشمس في بداية إشراقها، عندما تكون صغيرة لطيفة رقيقة، نستطيع أن ننظر إليها لعدة دقائق، وأن نتشرّب الطاقة منها رشفة رشفة، ونصغي لحكمتها... لتغمرنا بفيضٍ من أشعتها التي تدفئ النفوس وتنير القلوب...

وكذلك عند الغروب... يمكننا أن ننظر إليها مرة ثانية، وسنتمكن رويداً رويداً من إغماض أعيننا في أية لحظة ورؤية الشمس وتأملها داخلياً...
من الجيد دوماً أن نبدأ من الخارج، من الأشياء الجامدة الملموسة، ومن ثم ننتقل شيئاً فشيئاً إلى الداخل إلى الأفكار والأمور المحسوسة.. وعندما تصبح قادراً على رؤية الشمس بعينين مغمضتين فلن تحتاج لأن تتأملها خارجاً....
إن كل ما في الخارج يوجد في الداخل.. لأن العالم الخارجي ليس سوى انعكاساً ومرآة لما نختبره داخلياً... وفيكَ انطوى العالم الأكبر...

ستكون هذه الشمس الداخلية رمزاً ولغزاً يثير وينير روحك النائمة، وعندما تباشر شمس الحقيقة بعملها ستتغير حياتك كلها من تلقاء ذاتها...
ستذيب أشعتها ثلوجَ الأنا الصغيرة لتنساب محبتك بكل عذوبة مع نهر الحياة الذي سيحملها بلطف وحنان إلى محيط المحبة الأعظم... ستتولد فيك طاقة عظيمة لا تفنى، مهما واصلتَ الجهد والعمل لن يكون لها نهاية، كينبوع متدفق لا ينضب... وحالما تتصل وتتحد بهذا المنبع الخالد، ستصبح حياتك أكثر غنى وثراء، ولن تعرف الفقر والشقاء، لأن الثروة الحقيقية هي في الثورة الداخلية المتأججة في الأعماق... المُلك والملكوت في الداخل ولن يعنيك أي شيء في الخارج بعد الآن..

ستغدو كل الأمور متساوية بنظرك، النجاح والفشل، الفقر والغنى، الحزن والفرح... وهذا هو الميزان الذي يعطي الاستقرار للإنسان، أن نحيا الأضداد كلها بهدوء واطمئنان...

إننا نهتمّ وننهمّ بالعالم الخارجي فقط عندما لا نكون مدركين لأهمية ما لدينا بالداخل، لكن حالما ندرك ذلك سيتلاشى الخارج تماماً ويفقد أهميته، وما هو إلا أحلام وأوهام...

عندها قد تكون متسولاً في الخارج.. لكنك أمير مستنير في الداخل... ومن استغنى اغتنى...
قد تفشل في كل ما يتعلق بالمال والأعمال، وتنجح روحياً.. دون أي شكوى أو سؤال... ومباركون فقراء الروح المليئين بالجمال...
ستكون سعيداً بلا حدود بصرف النظر عن الظروف الخارجية... وهذه هي السعادة الحقيقية الجوهرية.... عندما تحظى بنسمة من نسائم الأبدية وتعيش الحياة الطبيعية بعفوية....

أضيفت في:12-4-2006... صيدلية الروح> من البصر إلى البصيرة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد