موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

اكتشف صوتك وصمتك

في قلب كل إنسان أنغام وألحان... أغنيات صافية شافية يتردد صداها في أعماق الكون بسكون... متناغمة مع موسيقى الغيوم والمروج... مع معزوفة الطير والشجر والمطر.. .. وكلما توغّلتَ أكثر فأكثر في أعماق نفسك، ستجد عالماً جديداً من الصوت والسكوت... حتى تصل إلى جوهرك ومركز وجودك.. عندها ستجد السكينة الساكنة في كل قلب...
لكننا مشغولون بالاستماع إلى ضجيج الخارج وإزعاجاته البليّة بدل الإصغاء لموسيقانا الداخلية...
لماذا الهروب؟...
لنعش الحقيقة بلا خوف أو وجل، فلم يعد لدينا أي شيء لنخسره.. لم يعد لدينا إلا الصمت... فليكن هذا الصمت الإيجابي المفعم بعطور الزهور وأريج الورود..
هذا الصوت الصامت في داخلنا يشبه البركان الذي يوشك على الانفجار... وإذا لم ينفجر فلن نبصر النور ولا السرور... علينا أن نساعده في ذلك فهو بحاجة لأن يولد، علينا أن نستسلم له استسلاماً كلياً دون قيد أو حد....
وما لم نشترك فيه ونشارك لن يبدأ بالعمل.... لا يكفي أن نصغي إليه وننصت له فحسب، بل يجب ويحب أن يصبح صوتاً نشيطاً فعالاً، مؤثراًَ، نابضاً بالحياة...
لذلك استيقظ باكراً قبل شروق الشمس، وابدأ بالدندنة والترنيم.... غنّي، اندب، تأوّه، اصرخ...
اشعر بترددات ذلك الصوت وذبذباته... ادخل فيه، واشترك معه، وانهمك به كلياً...
لا تكن جباناً خجولاً، ولا تحاول كبت هذا الصوت... دعه يمتلكك تماماً ويستولي عليك.. واستمتع بذلك ولتكن هذه الأصوات عفوية تلقائية، خالية من المعنى والمغزى، صادرة من أعماقك، من ينبوعك الداخلي...
تناغم مع هذه الألحان والأنغام، تمايل وارقص معها، وليكن ذلك تحية حب وشكر وامتنان للشمس، على كرمها وعطائها... وتوقّف عندما تشرق الشمس..

سيولّد هذا في داخلك إيقاعاً متناغماً متواصلاً طوال اليوم.... ستشعر أنه يوم مميز مبارك، ستكون أكثر محبةً ورحمةً وودّاً.. وأقل عنفاً وغضباً وأنانيةً...
المهم ألا تكبت أي شيء.. دع الصوت يمتلكك ويأخذك معه بعيداً لتصبح أسيراً لموسيقاه التي لانهاية لها ولا بداية.. الصوت خالد لا يموت...
كن كقصبة ناي فارغة لتعزف فيك ألحان الوجود والخلود...

أضيفت في:26-2-2006... صيدلية الروح> من القِناع إلى القناعة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد